الكورونا تُغيّب السلفي الجامي/ المدخلي علي الحلبي وجدل واسع حول الترحّم عليه !
1٬318 دقيقة واحدة
عادة ما يثير الترحّم على رؤساء أنظمة، أو شخصيات تشغل مواقع رسمية في بلادها، خصوصا الشخصيات الأمنية والاستخبارية، إضافة إلى الشخصيات المعروفة بإلحادها، أو توجّهاتها اليسارية أو العلمانية، جدلا واسعا، في الأوساط الإسلامية، على مواقع التواصل الاجتماعي، أو غيرها. ولكنه، ولأول مرّة، يثار الجدل، حول الترحّم على شخصية معروفة بتوجّهها الإسلامي، وهو ما حدث اليوم، ويتوقّع استمراره في الأيّام القادمة، بعد الإعلان عن وفاة الداعية الأردني (من أصل فلسطيني)،علي حسن عبدالحميد الحلبي (الأثري)، الذي وافته المنيةً، بعد مرور ثلاثة أيّام فقط، على إصابته بفيروس (كورونا/ كوفيد ١٩). الحلبي، الذي ناهز من العمر (٦٠) عاما،هو أحد رموز التيّار السلفي في الأردن، المحسوب على (المداخلة والجاميّة)، وكانت له فتاوى ومواقف، أثارت جدلا واسعا، وانتقادات شديدة، وكان أبرزها: الفتوى التي أعلنها عام ٢٠١٥م، ومفادها عدم جواز الاعتداء على الصهاينة جنوداً ومواطنين، تزامناً مع الهبّة الفلسطينية حينذاك. كما أنه عرف بموالاته للنظم الاستبدادية، ودفاعه عنها، ومعارضته للخروج عليها، أو العمل على تغييرها ، تحت عنوان (عدم جواز الخروج على أولي الأمر)، وكانت المفارقة أنه لم يعارض الخروج على ولي الأمر في مصر (د. محمد مرسي)، بالانقلاب العسكري عليه. يضاف إلى ذلك، هجومه المستمر على عمالقة الفكر الإسلامي المعاصر، واتّهامهم بالابتداع والانحراف، أمثال: سيّد قطب، د.حسن الترابي، راشد الغنّوشي، د.يوسف القرضاوي وقد أثارت مسارعة بعض الإسلاميين ، إلى الترحّم على الحلبي، وطلب المغفرة له، انتقادات من إسلاميين آخرين، فقد كتب الباحث والكاتب الإسلامي السلفي (الأردني)، وائل البتيري، على صفحته على (الفيس بوك) جاء فيها : يا رب.. شهداؤك في الأرض أخذتهم الرقة والورع البارد، فجعلوا الموت سببا لتزكية أعوان الطغاة، والمفتين بوجوب تبليغ الأجهزة الأمنية عن مخالفيهم.. كم ظلموا من أناس، وأعاشوا أبناءهم أقساطا من اليتم ،بسبب فتاويهم المضلّة! يا رب.. لا تمّت السيسي الغداة، فإني أخشى أن يرثيه الفيسبوكيون،ويترحّموا عليه ،كما ترحّموا على من سوّغ له ولأمثاله كل ظلم واضطهاد،وكانوا أداة الشرع المزعومة التي يضربون بها الدعاة والمستضعفين.. اسمعوا يا هؤلاء.. الموت أقرب إلي من شراك نعلي.. إن أنا مت فلا يترحّمن عليّ من رأى أنني أوقعت ظلما على أحد،أو نصرت ظالما ولو بشطر كلمة.. أمّا الباحث المصري، محمد إلهامي ،فقد كتب: أعظم ما نزل بي من الغمّ، أن أرى بعض الشيوخ يلهجون بالترحّم والثناء على واحد من أقبح مشايخ السلطان، ومن أبرز أدوات المخابرات في محاربة الدعاة والعاملين والمجاهدين! في كل موقف كهذا، أشعر بعظمة الإمام أحمد ،الذي لم تمنعه طول صحبته مع بعضهم ،أن يتخذ منهم موقفا شديدا لموقفهم في الفتنة. كما كتب في السياق نفسه: منكر السرقة والزنا وشرب الخمر، لهو أهون من منكر العمل مع أجهزة الأمن والمخابرات، تلك التي لا يترتب عليها إلا التضييق والسجن والتعذيب والقتل! فكيف لا يُنكر على مشايخ المخابرات عملهم، وكيف يُلهج بالثناء والترحّم عليهم عند موتهم؟! وكيف يُهجر صاحب المعصية الصغرى، ولا ينبذ صاحب المظالم العظمى؟