عميد أسرة الصباح (سالم العلي) يدعم اختيار محمد صباح السالم على حساب المرشّحين القويين لولاية العهد مشعل الأحمد وناصر الصباح والحسم للأمير الجديد
3٬248 4 دقائق
منذ اللحظة الأولى، للإعلان عن وفاة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، توجّهت الأنظار في الكويت وخارجها، إلى منصب ولي العهد، الذي أصبح شاغرا بتولّى الشيخ نوّاف الأحمد الجابر الصباح، مسند الإمارة.
ولعلّ الاهتمام بالشخص الذي سيتولّى ولاية العهد، لا يعود إلى أهمية “صلاحياته”، ولكن لأنه سيكون أميراً للبلاد، بمجرّد وفاة الأمير الحالي تلقائياً .
وضاعف الاهتمام بذلك، أن الأمير الجديد، نوّاف الأحمد الصباح، في سن متقدّمة (83 عاما)، وصحته ليست على ما يرام.
وقد شهدت “الدواوين”، فضلاً عن الأوساط السياسية في الكويت، نقاشاً واسعاً، بعيداً عن الأضواء ووسائل الإعلام، حول “ولي العهد” القادم، الذي يعطي الدستور الكويتي الأمير الجديد، صلاحية ترشيحه، إلى مجلس الأمة، الذي يُشترط موافقته عليه، بأغلبيته .
وفي حال عدم حصول المرشّح على الأغلبية، يقوم الأمير بتزكية ثلاثة على الأقل، ليقوم مجلس الأمة، باختيار أحدهم.
* الأسماء المرشّحة لولاية العهد التي تتداولها أسرة الصباح الحاكمة
وكشف مصدر كويتي مطّلع، أن الشيخ نوّاف الأحمد الصباح، باشر بعد مواراة أخيه غير الشقيق الثرى، مشاورات واسعة مع أسرة الصباح، وفي مقدّمتها، عميد الأسرة،ابن عمه، الشيخ سالم العلي الصباح (94) عاماً، مضيفاً أن الأسماء التي تم طرحها وتداولها، هي على النحو التالي:
1) الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح
وهو الأخ غير الشقيق للأميرين السابق والحالي، ويبلغ من العمر (80) عاماً. ويتولّى حالياً منصب نائب رئيس الحرس الوطني. ويحظى الشيخ مشعل بدعم أعضاء في الأسرة الحاكمة، يرون أنه المرشّح المناسب، لاعتبارين أساسيين من وجهة نظرهم:، الأول: هو أنه الأكبر سنّا بين المرشحين، وهي نقطة يعدّونها جوهرية في المجتمع الخليجي الذي يوقّر ويحترم ويقدّم الأكبر سنّا. والثاني أنه لم ينخرط في الصراع داخل الأسرة الحاكمة.
ولكن معارضي اختيار الشيخ مشعل، يشيرون إلى سلبيتين: الأولى، تتعلّق بسنّه المتقدّمة (80) عاماً، خلافا للذين ينظرون على انها نقطة إيجابية. أما الثانية، فهي عدم ممارسته العمل السياسي طوال حياته، إذ لم تسند له أي حقبية وزارية على الإطلاق.
2) الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح
هو نجل الأمير الراحل، ويبلغ من العمر (72) عاما، ولا يشغل أي منصب رسمي حالياً. ويحظى بشعبية واسعة داخل الأسرة وخارجها، بسبب موقفه “الشجاع”، أثناء تولّيه منصب نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع في حكومة جابر المبارك الحمد الصباح الأخيرة، عندما حوّل قضية الفساد في صندوق “الجيش الكويتي”، إلى النيابة العامة، والمتورّط فيها صراحة ابن عمه، الذي تولّى وزارة الدفاع قبله، وهو الشيخ خالد الجراح الصباح، وكذلك رئيس الوزراء جابر مبارك الحمد الصباح، المتورّط ضمنا.
وقد أغضب موقفه حينذاك، والده الأمير الراحل، الذي قام بعزل رئيس الوزراء، ونائبه الأول (نجله)، ونائبه الثاني (خالد الجراح)!
يضاف إلى ذلك، أنه اكتسب خبرة لا بأس بها، بتولّيه منصب وزير شؤون الديوان الأميري، مدة طويلة، ثم تولّيه منصب النائب الأوّل لرئيس الوزراء وزير الدفاع، مدّة عامين.
ولكن معارضي اختيار الشيخ ناصر الصباح، يشيرون إلى سلبيتين:
* إصابته بمرض السرطان، الذي قد يعود إليه في أي لحظه.
* أنه كان جزءاً من الصراع المحتدم داخل الأسرة الحاكمة، وأن تحويلة لابن عمه خالد الجراح الصباح، إلى النيابة العامة، فُسّر على أنه تم في سياق الصراع، وتصفية الحسابات السياسية بين أبناء العمومة!
3) الشيخ محمد الصباح السالم الصباح
هو نجل أمير الكويت الثاني عشر، صباح السالم الصباح، ولا يشغل حالياً أي منصب رسمي.
وهناك تأييد واسع لاختياره وليا العهد، سواء داخل الأسرة الحاكمة، أو في الأوساط الشعبية، للأسباب التالية:
1. صغر سنّه النسبي بين المرشّحين (65) عاماً.
2. يعد لأكثر ثقافة وتعليماً، بين المرشّحين، إذ هو حاصل على البكالوريوس في الاقتصاد من كلية (كلير مونت ماكنيا) في كاليفورنيا بالولايات المتحدة، وحاصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في الاقتصاد ودراسات الشرق الأوسط من جامعة هارفارد.
3. والده الأمير الراحل، هو أكثر الأمراء الذين أحبّهم الكويتيون.
4. سجّل موقفاً مشهوداً في محاربة الفساد، عندما استقال في 18/10/2011م، من منصبه كوزير للخارجية، في حكومة ناصر المحمد الأحمد الصباح، احتجاجاً على تقاعس الحكومة في التحقيق بقضية ” الإيداعات المليونية”، لنوّاب في مجلس الأمة، والمشتبه بتورّطه فيها، رئيس الحكومة ناصر المحمد.
5. خبرته السياسية الطويلة، إذ كان سفيرا في الولايات المتحدة الأمريكية، كما تولّى مناصب وزارية عديدة، على مدى نحو عقدين من الزمان.
ويحظى ترشيح الشيخ محمد الصباح، بدعم عميد الأسرة (الشيخ سالم العلي)، وأخرين في أسرة أل الصباح، وذلك لإعادة عُرف التناوب بين فرعي الجابر والسالم على الحكم في البلاد.
ولعلّ مصاهرة الشيخ ناصر صباح الأحمد له (متزوج من شقيقته حصة صباح السالم)، تقوّى هذا التوجّه.
4) الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح
هو نجل شقيق الأميرين السابق والحالي، ويبلغ من العمر (80) عاماً. ولا يتولّى أي منصب رسمي حالياً.
ويدعم اختياره بعض أعضاء الأسرة الحاكمة، وبعض التجّار ورجال الأعمال.
وعلى الرغم من خبرته الكبيرة في شؤون الحكم والاقتصاد، فإن تياراً واسعاً داخل الأسرة، وفي الأوساط الشعبية، يعارض اختياره، معارضة شديدة، للأسباب التالية:
1. تقدّمة في السن.
2. تهم الفساد التي توجّه له، خصوصاً قضية (الإيداعات المليونية)، وغيرها.
3. تنامي وتوسّع النفوذ الإيراني والشيعي داخل الكويت خلال تولّيه رئاسة الوزراء.
4. كان خلال العقدين الماضيين، جزءاً لا يتجزًأ من صراع الأسرة، الذي طفاً على السطح، وزكم الأنوف.
5) الشيخ أحمد الفهد أحمد الصباح
هو نجل الشيخ الراحل أحمد فهد الأحمد الجابر الصباح، الذي قتله الجيش العراقي، في اليوم الأول من غزو الكويت في 2 آب (أغسطس) 1990. ويبلغ الشيخ أحمد الفهد 57 عاماً.
ولا يشغل الشيخ أحمد الفهد حالياً أي منصب رسمي في الكويت، في حين يشغل مناصب رياضية إقليمية ودولية، مثل: رئاسته للمجلس الأولمي الآسيوي ورئاسته الاتحاد الآسيوي لكرة اليد.
ويحظى أحمد الفهد، بتأييد وتعاطف داخل الأسرة الحاكمة وخارجها، للأسباب التالية:
1. أنه أصغر المرشحين سنّاً (57 عاماً).
2. حب الكويتيين لوالده، الذي يعتبرونه قد قضى شهيداً، وتحوّل إلى رمز تاريخي، على الرغم من أنه لم يشغل أي منصب رسمي حكومي.
3. خبرته السياسية الطويلة منذ نعومة أظفاره.
4. حيويته ودينامكيته ودهاؤه.
ولكن يواجه اختياره معارضة داخل الأسرة الحاكمة على وجه التحديد، بسبب صغر سنّه، وهي مسألة لها قيمتها عند البعض في العائلات الخليجية عموماً، في ظل وجود من هو أكبر منه سناً.
كما أنه يمثَل “دينامو” أحد طرفي الصراع في الأسرة الحاكمة، ويتّهمونه بأنه كان وراء تأجيج الصراع، وتصعيده على السطح.
* فرص المرشّحين
إزاء وجود خمس شخصيات مرشّحة –نظرياً- لولاية العهد، فإن مهمّة أمير الكويت لن تكون سهلة، ولكنه ليس في عجلة من أمره، فالدستور يعطيه عاماً كحد أقصى لاختيار ولي عهده.
ويُشير المصدر الكويتي المطّلع، إلى أن اختيار ولي العهد لن يطول، فعادة ما يكون اختياره سريعاً، وأكثر أولياء العهود، الذين تأخّر اختيارهم، هو الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح، الذي استغرق اختياره شهراً واحداً فقط، على الرغم من احتدام الصراع حينها بين شخصيتين من فرع السالم، وهما:
سعد العبدالله السالم الصباح وجابر العلي السالم الصباح.
ورجّح المصدر المطّلع، تقدّم فرصة الشيخ مشعل الأحمد، على غيره من المرشّحين، مع تأكيده على دخول اسميّ ناصر صباح الأحمد، ومحمد صباح السالم، على خط ولاية العهد كمنافسين قويين.