مثلما توقّعت “كواليس”، أن تكون لزيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنيّة، إلى لبنان، تداعيات كبيرة، ومنها الضغط السياسي الأمريكي_ الفرنسي، قبل أو بعد الزيارة، فإن الطرفين المعنيين المشار إليهما، لم يتأخّرا، وسارعا فور تسرّب الخبر، إلى الطلب بوضوح من وزير الخارجية اللبناني إلغاء الزيارة، عبر إلغاء لقاء الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، الذي من المقرّر عقده في العاصمة اللبنانية (بيروت)، يوم الخميس الثالث من أيلول (سبتمبر) الحالي. وذلك لنزع ذريعة الزيارة. وقد استجاب الوزير الحالي (شربل وهبي) للضغوط، وأجرى اتْصالا هاتفيا مع السفير الفلسطيني أشرف دبّور، أبلغه بضرورة إلغاء اللقاء القيادي الفلسطيني، بحجّةأن الظروف غير مواتية لعقده في هذه المرحلة في لبنان، بسبب انفجار مرفأ بيروت، والتداعيات التي خلّفها، ومنها استقالة حكومة حسّان دياب. وبعد إبلاغ السفير بذلك، باشرت الفصائل الفلسطينية تحرّكات مضادة، وأجرت قيادات حركتي حماس والجهاد الإسلامي اتّصالات مع المسؤولين اللبنانيين، وقيادة حزب الله، لإلغاء قرار الوزير.
وعلمت “كواليس”، من مصدر فلسطيني مطّلع، أن هناك مؤشّرات إيجابية على تراجع الوزير عن قراره، وعقد اللقاء في موعده المحدّد. وأشار المصدر، إلى أن الضغوط التي مورست على لبنان، لم يكن مصدرها أمريكا وفرنسا فحسب، بل إن مصر مارست ضغوطا كذلك، لأنها ترى أن الملف الفلسطيني، ينبغي أن يكون “ماركة مسجّلة”باسمها، ولاتريد لأي دولة، انتزاع هذه الورقة المهمّة منها !… وأضاف المصدر، أن مصر اعتذرت عن استضافة اللقاء القيادي الفلسطيني، ولكنها في الوقت نفسه، لا تريد لأي دولة استضافته !