ما تزال زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنيْة، إلى مخيّم “عين الحلوة”، كبرى مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، تثير جدلا واسعا وكبيرا، في الأوساط الفتحاوية، التى أثارها واستفزها، الاستقبال الحاشد والمهيب، الذي استقبلت فيه الجماهير الفلسطينية، هنيّة والوفد المرافق له، استقبالا لافتا، حُمل فيه هنيّة على الأكتاف.
وبعد أن كان الجدل الفتحاوي مقتصرا على الكوادر، وفي إطار مواقع التواصل الاجتماعي، انتقل الجدل إلى المستويات القيادية في حركة فتح، إذ بثّ عضو المجلس الاستشاري في الحركة، نبيل عمرو، مقطعّا مرئيا، بدا خلاله فاقدا الاتزان السياسي، ومتحدّثا بلهجة حزبية مقيتة، مفصحا عن مشاعر الغيرة والحسد والغضب، من الاستقبال الذي لقيه هنيّة، إذ قال: إنه قد شعر بـ”الغيرة الشديدة” بوصفه “فتحاويا”، عندما رأى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، مرفوعا على أكتاف الفلسطينيين في مخيم عين الحلوة، حيث استقبله الآلاف بالترحيب، والأناشيد، والورود، والزغاريد.
وأضاف عمرو ،خلال حديث سياسي قصير، بدأ بثه منذ بضعة شهور على موقع “اليوتيوب”، إن حركة حماس ،تمكّنت من سحب البساط، من تحت أقدام حركة فتح، التي سيطرت على مخيمات اللجوء الفلسطيني في لبنان لعشرات السنوات، قبل أن يزداد نفوذ حماس فيها بشكل كبير في السنوات الأخيرة على حساب فتح.
وانتقد عمرو، القيادي بحركته عزام الأحمد، بوصفه مسؤول الساحة اللبنانية في حركة فتح، متسائلا عن دور الأحمد في مواجهة انكفاء النفوذ الفتحاوي،في عموم المخيّمات الفلسطينية في لبنان، وبالأخص مخيّم عين الحلوة، الذي شكّل في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، نقطة الارتكاز الرئيسة ل “الثورة الفلسطينية”، فهو “بوابة” الجنوب اللبناني، الذي كان الأرض الثورية الوحيدة التي تقف في وجه الاحتلال الإسرائيلي.
هذا وقد انتشر فيديو نبيل عمرو، انتشار “النار في الهشيم” على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تداوله الفلسطينيون بشكل كبير، معتبرين أن استقبال هنية “العرمرمي” منطقي، وطبيعي، فهنية هو من كبار قادة المقاومة الفلسطينية، التي تخلّت حركة فتح عنها منذ ربع قرن، واتّجهت لخيار التسوية العبثية مع الاحتلال، وما تضمّنها من تنسيق أمني صبّ في صالح الاحتلال دون أي نتيجة إيجابية للشعب الفلسطيني.