مقالات

وثنية إشراك ” ولي الأمر “مع الله جلّ جلاله !

أسامة أبوارشيد

بلؤم قلّ نظيره،وبصفاقة لم يسبقهم إليها أحد،مضى آل سعود متحالفين مع الوهابيين المتسعودين في مسح آثار الإسلام وطمسها في مكة المكرمة والمدينة المنورة.لم يبقوا شيئاً من أثر الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام،بذريعةتجنّب انبعاث”الوثنية” و”الشركيات” من جديد، وانتشار البدع، وتمسح الناس بالعتبات.
لم يفرّق أولئك البلهاء،بليدوا العقول،مجرموا الفعل بين “الوثنية الدينية” و”البدعة العقيدية”،وما بين الآثار كنقطة مرجعية، وعامل تكثيف في بناء الهوية وصقلها.كان يكفي إصلاح المفاهيم، وترسيخ العقيدة السليمة،لااجتثاث التاريخ، ومحوِ آثاره.
في العالم كله، يبحث الناس عن تاريخ يتّصلون به.من لا تاريخ له يصطنعه، ولو زوراً وبهتاناً. الكيان الصهيوني في فلسطين،أنموذج لذلك.وفي أمريكا، مثلاً، أي أثر عمره بضع مئات من السنين للمستوطنين الأوروبيين، يصبح إرثاً مقدّسا.إنه التاريخ المؤسّس للهوية، أومكثّفها.
في جزيرة العرب والحجاز، سطا سفهاء التحالف السعودي-الوهابي المتسعود، على إرث أمة الإسلام وتاريخها وحقّها.نسفوا آثاراً لا تقدّر بثمن.طمسوا معالم أمة.مسحوا اللبنات الأولى التي تشكّل فيها الإسلام ونشأ. ذلك الفعل الشنيع لم يسبقهم إليه أحد.حتى القرامطة، كان أقصى جريمتهم بحق آثار الإسلام ومعالمه سرقة الحجر الأسود وتخريبه.
لم يمس الصحابة الكرام،وخلفاء راشدون أربعة، بآثار الإسلام ومعالمه في مكة المكرمة والمدينة المنورة، ولا بالتاريخ المرجعي. لم يمس به الأمويون، ولا العباسيون، ولا الزنكيون، ولا الأيوبيون، ولا المماليك ،ولا العثمانيون، وما بين ذلك كثير. لم يتكلم أحد من علماء التابعين وعموم السلف، مطالباً بطمس تلك الآثار التاريخية وهدمها،حتى جاء محمد بن عبد الوهاب المتحالف مع آل سعود، فَبَصُرَ بما لم يُبْصِر به الأوّلون من الثقات الكبار!
حصل آل سعود على ما أرادوه من “شرعية دينية” لتأسيس دولتهم، ونال الوهابيون المتسعودون ما توهّموه “تصويباً” للعقيدة،بهدم بعض أهم أثرها المادي الذي يفيد في تكثيفها.في المقابل، لم يجرؤ الوهّابيون المتسعودون، على المطالبة بطمس آثار وبنيان آل سعود في الدرعية.لم نسمع لهم صوتاً، حتى في زمن سطوتهم، يطالب بهدم “أوثان” حكام الجزيرة والحجاز من حلفائهم. بل إن الحرمين الشريفين،أصبحا محاصرين بأوثان الرأسمالية والأبراج التي تخنقهما،ومع ذلك لا حس ولا خبر!
اليوم، يمضي محمد بن سلمان في “تصنيم” أرض الجزيرة والحجاز.إنّه يعيد بعث الأوثان والشركيات في مدائن صالح وغيرها. وهاهو لا يتورّع عن جلب المجون والعري والخمور في محيط الحرمين الشريفين. كل ذلك، وكهنة الوهابية المتسعودون صامتون!
ولا يقف الأمر عند ذلك، فهاهي وزارة السياحة السعودية، يصل بها الانحطاط ،أن تعلن أنها ستقوم بترميم منزل ضابط المخابرات البريطاني توماس إدوارد لورانس، المعروف باسم “لورانس العرب”، في ينبع، لتحويله مزاراً سياحياً نكاية بتركيا.لورنس هذا ،كان أحد الأدوات البريطانية الخبيثة لإسقاط الدولة العثمانية ،عبر التلاعب بالعرب. وكانت النتيجة، انهيار الدولة العثمانية،ولكن العرب في الشرق خُدعوا،فوجدوا أنفسهم ضحايا الاحتلالين البريطاني والفرنسي.
إن “فقهاً” يروم تبرير جرائم الحاكم، لا يمكن أن يكون نابعاً من الإسلام،بل هو رجز ابتلي به الناس، وهو بذاته “وثنية” ،ينبغي أن تطمس وتنقض.جأروا من “وثنية شركيات” في الممارسات التعبدية، فانتهوا بنا إلى “وثنية إشراك” من يسمّونه “ولي الأمر” مع الله جلَّ جلاله!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق