أحمد زياد إبوغنيمة*
في انتخابات ٢٠١٦ م، شكّل التحالف الوطني للإصلاح ( الحركة الإسلامية وحلفاؤها من القوى والشخصيات الوطنية الاردنية)،حالة وطنية أردنيّةجامعة لكل اطياف الشعب الاردني،ممن يشاركون الحركة الإسلامية رؤيتها للإصلاح والنهوض بالوطن.
كان من حُسن حظي آنذاك،أنني كنت من ضمن الناخبين في الدائرة الثالثة في عمان، وكان لي الشرف أن أقدّم صوتي لمرشحي التحالف الوطني للإصلاح، في دائرة “الحيتان”، ففاز منهم قامات وطنية، أثبتت حضورها النيابي بصورة مُشرقة ومميّزة،أستاذنا الكبير صالح العرموطي، والدكتورة المتميّزة نيابيا ووطنيا ديمه طهبوب،وأستاذنا منصور سيف الدين مراد.
انتخابات ٢٠٢٠، تاتي في ظروف استثنائية داخليا واقليميا وعالميا؛ هذه الظروف التي تستدعي من الجميع التروّي والتأنّي في اتخاذ قرارهم بالمشاركة أوالمقاطعة، للمشاركة أسبابها وحيثياتها،وللمقاطعة كذلك أسبابها وحيثياتها.
لست مع المقاطعة لإجل المقاطعة ،دون إيجاد بدائل سياسية واضحة المعالم، ولست كذلك مع المشاركة بدون ضمانات حقيقية بنزاهة الانتخابات،وعدم تدخّل الجهات الرسمية بها – كما تعوّدنا -.
هذا في الظروف العادية، ولكن هذه الانتخابات، سبقتها ظروف استثنائية؛ تمثّلت في التعدي السافر على كبرى النقابات المهنية ” نقابة المعلمين” ومجلس إدارتها، واعتقالهم ،وكّف أيديهم، وإغلاق نقابتهم بصورة تعسّفية؛وهذا ما يستدعي معالجة سريعة من الدولة،لإعادة الحق إلى أصحابه، وإلغاء كل القرارات التعسّفية، بحق نقابة المعلمين ومجلس إدارتها.
الحركة الإسلامية وحلفاؤها في التحالف الوطني للإصلاح ،بين خيارين أحلاهما مرّ،المقاطعة وما يترتّب عليها من سلبيات على المشهد السياسي الداخلي، والمشاركة بدون تهيئة الظروف المناسبة، سيترتّب عليها سلبيات كذلك.
شخصيا؛ ولضرورة عدم غياب الحركة الإسلامية وحلفائها في التحالف الوطني للإصلاح ،عن الساحة السياسية في هذه الظروف الاستثنائية، فإنني أميل إلى مشاركتهم – رغم عدم قناعتي بجديّة الدولة بإجراء انتخابات نزيهة وشفافة-؛ لأن وجودهم وبعدد يمثّل وجودهم الحقيقي في الشارع الأردني – لا الذي تحدّده الدولة وأجهزتها-، من شأنه أن يُخفّف – ولو بالقدر اليسير – من تجبّر وتسلّط أي حكومة قادمة في اتخاذ قرارات مصيرية،تحدّد مستقبل الوطن سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
نعم للمشاركة في الانتخابات- إن قدّمت الدولة ما يثبت حُسن نواياها في نزاهة الانتخابات،وحل عادل يُعيد الحق لأصحابه في نقابة المعلمين، ويرفع الظلم عنهم -؛ بحجم عدد من المرشحين، متوازن لا هو بالقليل ولا بالكثير، مع حُسن اختيار المرشحين،وتعدّد تخصّصاتهم، وقدراتهم القيادية المتقدّمة.
*ناشط نقابي أردني.