د. إبراهيم الزعفراني
1 – ذو ذاكرةقوية،جعلته يحفظ القرآن، وهو لا يزال طالبا ،حفظاً متيناً ،ينافس الحفّاظ، وهو يراجع جزءا من القرآن يومياً، فى صلوات النوافل، وأظن أنه ضاعف ذلك خلال أسره الآن ، تحتفظ ذاكرته بالأسماء، والأزمان ،والمواقف ،والأحداث.2 – واسع القراءة والثقافة والاطّلاع ، فى العديد من المجالات المتنوّعة،بدءا من العلوم الدينية، ومرورا بالسياسية، وصولاً إلى الرياضة والفن ،وقد كانن ونحن داخل السجن ،يدخل كل يوم عشرات من الصحف ،وعدد من الكتب الجديدة بالسوق لكتّاب كبار، من الاتّجاهات والمشارب كافة( على نفقته طبعاً).
3 – صارم فى الاستفادة من الوقت، ومن الصعب أن يضيع لحظة دون فائدة، منظّم لبرنامجه اليومى، والأسبوعى ،والسنوى، يصعب أن يحرفه أحد عنه ،يعرف كيف ينفق وقته فى الأهم، تراه قارئاً، عابداً ،مقيماً للصلوات على وقتها بالمسجد ،قوّاما لليل، صوّاما للنوافل ( حتى إننا فى السجن كنا نكرهه على الإفطار فى يوم زيارة أسرته ).يشاهد التلفاز ،وهو يقرأ صحيفة أو كتابا، وفى أحدى أذنيه سمّاعة لتسجيل أو مذياع .كل ذلك فى ذات اللحظة، ويلتقط الهام من بينها فيتابعها، إذا حضر أو دُعي إلى مناسبة خاصة أو عامة، يعرف متى يحضر، ومتى وكيف ينصرف حفاظاً على وقته.
4 – شديد الملاحظة للمكان والأشخاص والأحداث ، له قدرة عالية على تقييمها، والإحساس الدقيق والسريع ،لما يطرأ عليها من مستجدات أو تغيّرات.
5 – ثابت،قوى،صابر وقت المحن، فلقد سجن فى عام 1981،وكان رفيقى فى سجن أبوزعبل، وصمد فى وجه التعذيب ،و حلقوا له الشق الأيسر من لحيته وشاربه وحاجبه، وتركوا شق وجهه الأيمن غيظا منه ،وتشفّيا فيه، ثم رافقته فى سجن طره، حيث حوكم من محكمة عسكرية،وقبل بشجاعة ،أن يكون هو من سيتلو يوم النطق بالحكم، بيانا باسمنا جميعا ،بحسب توقّعنا، أنه سيعاقب بأشد حكم من بيننا، وقضى خمس سنوات من السجن المشدّد مع أربعةأعضاء من مكتب الإرشاد ،وسجن بعد ذلك عدّة مرّات حتى قبل الثورة مباشرة ،فما لانت له قناة،ولا تراجع عن أداء دوره، بل إزداد صلابة، ولقد شاهدت فيديو له وقت القبض عليه بعد الإنقلاب، وهو ثابت صلب، يمسك بزجاجة المياه المعدنية فى يده، يبحث عن غطائها ،ثم يغلقها فى شمم واستعلاء.
6 – د عصام ،بنك أفكار متحرّك، يثري أي لقاء أو حوار، بإنتاج الجديد، وسيل من المبادرات، والإبداعات ،وبدائلها ، بطريقة تلقائية غير متكلّفة.
7– له كتاباته ومقالاته ،التى نشرت بالصحف المصرية والعربية والدولية، وله آراؤه الجريئة، وأطروحاته التى تسبق زماننا، والتى جلبت عليه غضب بعض الإخوان، حيث رأوها من منظورهم غريبة أو مغرّبة.
8– رجل الفكر والعمل السياسى، على مستوى الاحتراف،فارس اللقاءات، والمناظرات المتلفزة، ذو حضور وشهرة إعلامية، جعلت كل وسائل الإعلام الأجنيية تبحث عنه،وتحتشد حوله ، أثناء محاكمتنا عسكريا عام 1995،رغم وجود خمسة من أعضاء مكتب الإرشاد معنا فى القضيتين.
9– لديه القدرةعلى اقتحام عدة ميادين عملية ،والنجاح بل التفوّق فيها ،فكان أول أمير للجماعة الإسلاميةفي جامعة بالقاهرة ، وقد أدار العديد من معسكراتها ومخيّماتها الصيفية، والتى كانت أعداد المشاركين فيها ،اتربو على الألف طالب ، وكان عضوا ناشطا فى مجلس نقابة الأطباء، منذ عام 1986 ،ولم يكن قد تجاوز (32 )من عمره ، وكان أصغر عضو بمجلس الشعب عام 1987 ،وشارك بهذه الصفة فى رئاسة أول جلساته ،وكان فارسا لا يضاهيه من الإسلاميين ،سوى المستشار مأمون الهضيبى وأ. مختار نوح ،وقد وقف عصام ذات يوم يتكلّم فى موازنة الحكومة فى المجلس، مما أدهش رئيس المجلس حين ذاك د . رفعت المحجوب ، حيث قال له بعد انتهاء كلمته: يا د. عصام، أنت حيّرتني، هل نحن أمام طبيب ،أم عالم فى الإقتصاد؟!.