بقلم: محمد خير موسى
طالما سمعنا عبارةً تكرّرها ألسنةُ الدّعاة والخطباء والسّياسيّين ،كلّما جاء الحديثُ في إطارِ الإشادة بدفاع الفلسطينيّين عن القدس والمسجد الأقصى، وعن فلسطين عمومًا، ومواجهتهم الكيان الصّهيونيّ، وهي أنّ الفلسطينيين ينوبون عن الامّة في دفاعهم عن فلسطين، أو أنّ المرابطين في المسجد الأقصى، ينوبون عن الأمّة في حمايتهم مسرى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ،وهذه العبارة لكثرة استعمالها من شخصيّاتٍ لها مكانتها ورمزيّتها تؤدّي مع الزّمن إلى إحداثِ قناعاتٍ غير صحيحة، ولهذا كان من الضّروريّ التّوقّف مع معانيها ومدلولاتها.
• معنى النّيابة وأثرها الشّرعيّ
النّيابةُ، في اصطلاح الفقهاء هي: قِيَامُ الإِنسانِ عَنْ غَيرِهِ بفِعلِ أَمرٍ من أمورِ العباداتِ أو التّكليفاتِ الشرعيّة.
وهي تصحّ في العبادات الماليّة المحضة كالزَّكَاةِ والصَّدقاتِ والكفَّارَاتِ والنُّذورِ، وهذا النَّوعُ من العِبَاداتِ تجوزُ فِيه النِّيابةُ على الإِطلاقِ.
وفي العبَاداتُ البدنِيَّة
كالصَّلاة والصِّيامِ؛ لا تَجوز النِّيابَة على الإِطلاقِ بِاتِّفَاق الفُقَهاءِ بالنِّسبةِ لِلحيِّ، وهناك اختلافٌ فيها بالنّسبةِ للميّت.
وهناك عباداتٌ مشتملةٌ، على البدن والمال كالحجّ والعمرة؛ وقد فصّلَ الفقهاء في مسألة النيابة عن الغير فيها تفصيلاتٍ كثيرةٍ ليس هذا موضع بيانها.
وما يهمّنا هنا بيانُه أنّ أهمّ آثارِ النيابةَ عن الغيرِ في العبادة هو براءةُ ذمّةِ من تمّت النّيابةُ عنه وأداء الفرض عنه وسقوط الإثم المترتّب على عدم قيامه بهذا الفعل ونيلُه الأجر والثّوابَ والفضل.
فلو نابَ أحدٌ عن آخر في دفع الكفّارات الواجبةِ عليه أو أداء الزّكاة المفروضة عليه على سبيل المثال؛ فإنّ هذا يعني براءة ذمّته وسقوط الفرض عنه ونيلَه الأجر بأداء الفعل نيابةً عنه.
• النّيابةُ في الجهاد في سبيل الله تعالى