وكأن كل الإهانات والصفعات، التي تلقّاها حزب الله اللبناني من الاحتلال الإسرائيلي، في سوريا، لم تكن كافية، فهاهو جمهور الحزب يستيقظ على إهانة جديدة، بعدما أحبطت وحدة خاصة من جيش الاحتلال عملية كان ينوي الحزب تنفيذها في مزارع شبعا على الحدود مع الكيان الإسرائيلي.
وبينما كان يفترض أن تكون العملية عبارة عن كمين ينصبه عناصر حزب الله لأحد دوريات الاحتلال الموجودة على الحدود، وقع عناصر الحزب في كمين نصبته لهم وحدة سريةخاصة، يطلق عليها الاحتلال اسم “النورس”.
وكان جيش الاحتلال قد أعلن يوم أمس، أن وحدة “النورس” تمكّنت من إحباط عملية لحزب الله اللبناني على الحدود، بعدما قامت بفتح النار على خلية مكوّنة من 4 عناصر، تسلّلت إلى داخل مناطق الخط الأزرق.
ويبدو أن جيش الاحتلال، لم يكن يستهدف قتل عناصر الخلية، إذ قام باستخدام صواريخ وطلقات تحذيرية، بهدف منحهم فرصة للفرار، وهو ما حصل بالفعل، حيث قام عناصر الخلية بالانسحاب فور اكتشاف أمرهم.
حزب الله، وبعد ساعات من الصمت، أصدر بياناً نفى فيه القيام بأي عملية، وزعم أن جيش الاحتلال أطلق النار من جانب واحد، بسبب حالة الرعب والقلق التي يعيشها من رد فعل المقاومة على قتل أحد عناصرها في غارة بمحيط مطار دمشق الأسبوع الماضي.
وأضاف الحزب أنّ “الردّ على استشهاد علي كامل محسن آتٍ حتماً ،وما على الإسرائيليين إلا أن يبقوا في انتظار العقاب على جرائمهم”، مشيراً إلى “أن القصف الذي حصل اليوم على قرية الهبارية وإصابة منزل أحد المدنيين لن يتم السكوت عنه على الإطلاق “.
وعقب بيان الحزب، حاولت مواقع لبنانية مقرّبة منه، مثل صحيفة “الأخبار” اللبنانية، إلى استدراك الحرج الكبير الذي وقع به الحزب، عن طريق استخدام عناوين مثل ” جيش الاحتلال يشتبك مع نفسه في شبعا”، وإظهار الكيان الصهيوني بمظهر الخائف والمأزوم.
على الجانب الآخر، احتفى الإعلام الإسرائيلي، بإحباط العملية، وكشف لأول مرة تفاصيل مثيرة عن وحدة “النورس”، التي قال إن عناصره ينتمون للوحدة 869 في جيش الاحتلال، ويقوم أفرادها بتدريبات خاصة، ونصب “كمائن” لعناصر “حزب الله” عند المناطق الحدودية، من خلال الاختفاء في المنطقة الحدودية وبين الشجيرات الكثيفة من أجل رصد التحرّكات في الجانب اللبناني.
وقالت صحيفة “يسرائيل هيوم” في تقرير لها، إن الوحدة تمتلك معدات تكنولوجية متطوّرة لجمع المعلومات ،من بينها طائرات مسيّرة، وتقوم بزرع معدات وعتاد عسكري وإخفائه جيداً في المناطق الحدودية.
من جهته، أطلق رئيس وزراء الكيان الصهيوني، بنيامين نتنياهو، تصريحات تحذيرية لحزب الله، بالقول: إن “كل هجوم علينا سيقابل بقوة كبيرة . نصر الله ارتكب خطأ كبيراً في تقدير تصميم إسرائيل على الدفاع عن نفسها، ودولة لبنان تدفع بفعل ذلك ثمنا باهظا. أقترح عليه ألا يكرّر هذا الخطأ”.
وأضاف نتنياهو: “لقد تسلّلت اليوم خلية تابعة لحزب الله إلى إسرائيل، لكن الاستعداد العسكري الجيد لقوات الجيش ،والقادة الميدانيين، أحبط هذه المحاولة. إننا نرى بمحاولة التسلّل إلى أراضينا أمرا خطيرا. يتحمّل حزب الله ولبنان المسؤولية عن هذه العملية، وعن كل هجوم سيأتي من أراضي لبنان ضد إسرائيل”.
وعلى جميع الأحوال، وبغض النظر عن صحةأو دقّة الرواية الإسرائيلية ، فإن ما حصل اليوم لا يمكن اعتباره سوى صفعة جديدة لحزب الله، الذي بقي متفرّجا لساعات على القصف الإسرائيلي.
كما أن ما حصل اليوم، يؤكّد أن الكيان الصهيوني لا يريد السماح بأي نصر لحزب الله، حتى لو كان معنوياً، ومستعد تماماً لأي شكل من أشكال الردود التي يفكّر بها الحزب، وهو ما يفرض على الحزب إعادة التفكير مرة أخرى في حساباته.