أخبارعام

في ظل مقاطعة حزب الله والشيعة.. مشعل ينهي زيارة مثيرة للجدل إلى لبنان

أنهى الرئيس السابق للمكتب السياسي، خالد مشعل، زيارة إلى لبنان، استغرقت خمسة أيام خلال الفترة من (15-19) كانون أول/ديسمبر الحالي.

وقد أثارت زيارة مشعل الذي ترأّس وفداً رفيع المستوى، جدلاً كبيراً في الساحتين اللبنانية والفلسطينية، بسبب مقاطعة حزب الله للزيارة، في سابقة لم تحدث في تاريخ العلاقة بين الطرفين، التي مضى عليها نحو ثلاثة عقود.

وكان مشعل قد وصل يوم الأربعاء الماضي 15/ 12/ 2021م إلى بيروت، على رأس وفد يضم أعضاء المكتب السياسي: موسى أبو مرزوق، محمد نزّال، فتحي حمّاد، حسام بدران.

مصدر مطّلع روى لـــ (كواليس)، خلفيات مقاطعة الحزب للزيارة، ميشراً إلى أن حسن نصر الله، أرسل رسالة شفوية إلى قيادة حركة حماس، قبل بضعة أيام من الزيارة، يبلّغها فيها أن الحزب غير معني بالزيارة، وأنه لن يستقبل مشعل، ولن يقدّم أي مساعدات ” لوجستية ” في الزيارة.

وكان نصر الله يراهن بذلك على إلغاء حماس للزيارة، أو تأجيلها على الأقل، ولكن قيادة حماس، التي اجتمعت برئاسة رئيس مكتبها السياسي الحالي، إسماعيل هنية، وناقشت رسالة نصر الله، في اجتماع مطوّل استغرق عدة ساعات، قرّرت المضي بالزيارة.

وعندما علم نصر الله أن حماس تجاهلت رسالته، استشاط غضباً، وأرسل رسالة ثانية، يطلب فيها التأجيل، ولكنها وصلت قبل صعود مشعل ووفد حماس إلى الطائرة التي تقلّهم إلى بيروت.

نصر الله رأى في زيارة مشعل، تحدّيًا للحزب وإرادته، لذا سارع إلى التواصل مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي، طالبا منه عدم استقبال مشعل، كما تم التواصل مع مدير الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم، طالبا منه الطلب نفسه. وقد تجاوب برّي وعباس مع طلب نصر الله، واعتذرا عن اللقاء… برّي اعتذر بحجة المشاركة في جنازة صديق له، وعباس اعتذر لوجود ظرف طارئ عنده.

ولم يقتصر الأمر على التحريض السياسي للحزب على الزيارة، بل تم إصدار تعليمات إلى وسائل الإعلام التابعة للحزب، أو المدعومة منه، والمحسوبة عليه، بعدم تغطية الزيارة إعلاميا، وتجاهلها تماما. كما تم الإيعاز إلى شخصيات سياسية للهجوم على مشعل وانتقاده، مثل: وئام وهاب، فيصل عبد الساتر، رضوان عقيل، حسين مرتضى، أسعد أبو خليل، جوزيف أبو فاضل.

بالمقابل، لم يكترث وفد حماس، للحملة السياسية والإعلامية التي قادها الحزب ضده، منذ اللحظات الأولى للزيارة، وأصرّ على مواصلة برنامجه، والتقى: مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي، وزعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، والأمين العام للجماعة الإسلامية عزام الأيوبي، والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد نخالة، والأمين العام للمؤتمر الشعبي لفلسطيني الخارج منير شفيق، والأمين العام للمؤتمر القومي العربي سابقا معن بشور، إضافة إلى اللقاء مع قيادات هيئة العلماء المسلمين (اللبنانيين)، وهيئة علماء فلسطين. كما شارك الوفد في احتفالية تكريم أهالي وأسر الشهداء والجرحى الفلسطينيين، الذين تم استهدافهم في مخيم (البرج الشمالي) في الجنوب اللبناني.

وعلى الرغم من انتهاء الزيارة ومغادرة وفد حماس، فإن الزيارة لا تزال تثير جدلا واسعا، ومن المتوقع أن تكون لها تداعيات كبيرة.

وقالت مصادر مطّلعة لـــ (كواليس): إن الزيارة أسهمت في ارتفاع شعبية مشعل، في الأوساط السنيّة اللبنانية، وفي الأوساط المعادية للنظامين الإيراني والسوري، وحزب الله، على المستوى الفلسطيني، والعربي، والإسلامي، وقدّمته على أنه الزعيم الفلسطيني، الذي لا يقبل أن يكون في “جيب” الإيرانيين، ولا محاولاتهم لــ “الوصاية” على حركة حماس. وأن الحملة على مشعل والوفد الذي رافقه، لم تؤثّر على مضي الوفد في برنامجه المحدّد، خلال الأيام الخمسة التي قضاها الوفد في لبنان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق