مقالات

رسالتي إلى الأستاذ جواد بحر حول نبوءة بسّام جرّار بزوال الكيان الصهيوني

بقلم: هشام الشرباتي *
قبل بضعة سنين(لا أذكر بالتحديد) ،حصل بيننا حوار ونقاش في بيت وحضور أخي عدنان أبو تبانة -رحمة الله عليه -، حول نبوءة زوال إسرائيل 2022. وكان النقاش ذا شجون. وأذكر أنك وأخي أبو أنس رحمه الله, كنتما تحملان نفس الرأي بتأييد النبوءة، واعتبرتما أن الزوال قطعي, وكان موقفي مخالفا لموقفكما ،وكنت اعتبر بأن النبوءة غير صحيحة وغير علمية ولن يحصل زوال, وفي الآخر وصلنا إلى النتيجة بانتظار عام 2022 إن كان سيحصل الزوال أم لا. توفي الأخ أبو أنس رحمه الله ،وبقي موقفك على ما هو عليه في تأييد النبوءة ولا زال.وبقي موقفي كما هو في مخالفة نتيجة النبوءة ولا زلت. وكنت أتوقع منشورك في أي لحظة.
أستاذي أبا محمود :قرأت منشورك وتردّدت في التعليق لأنك استاذي, وبعد استخارة قرّرت أن أعلّق بما يليق بمكانتك العلمية والأدبية . وأكاد أتفق مع 90% مما جاء في منشورك ،اذا استثنينا خلافنا السابق حول النبوءة، ولا أذكر بالعادة أنني اختلفت معك في أي موقف إلاّ موضوع النبوءة…
بداية, لا نختلف على الأستاذ بسام في مكانته وعلمه وقدْره ودوره للأجيال السابقة والحالية وأجزم للقادمة. كما لا خلاف على الإعجاز العددي في القرآن. فالقرآن كلّه معجز. ولكن وهنا تفصيل:
1- التوافقات العددية في القرآن الكريم التي توصّل لها أستاذنا بسام ،وبالذات حول العدد 19، هو جهد عظيم قام به شيخنا وفريقه في مركز (نون)،ولا ينكر ذلك إلاّ جاحد أو جاهل.
2- أما بخصوص ما استنبطه شيخنا بسام حول النبوءة ،فهنا الخلاف، وحتى هذه اللحظة لا جديد عندي ولا عندك. والجديد, هو طلبك من معارضي النبوءة (هم وليس غيرهم) أن يقدّموا تفسيرا اذا لم يحصل الزوال عام 2022 حول التوافقات والاستنباطات التي خرج بها أستاذنا بسام من الرقمين 2022م/ 1443هـ. ، وكنت أنتظر منك أن تطلب من شيخنا بسام نفسه تفسيرا لعدم حدوث الزوال ،وهو الذي استخرج الرقمين بطريقة غير مفسّرة علميا ومنطقيا. وسأضرب أمثلة على سبيل المثال لا الحصر ،لأنني سأذكر ذلك في سلسلة حلقاتي حول النبوءة على صفحتي:
1- خالف الأستاذ بسام المنهج الإحصائي الذي وضعه بنفسه لنفسه ، كما جاء في النقطة الثانية في الموقع الرسمي لمركز نون ،الذي يشرف عليه شخصيا:حيث ألزم الشيخ نفسه بأن يكون عدّ الأحرف والكلمات حسب الرسم العثماني على رواية حفص، وخالف طريقته التي خصّصها في عدّ أحرف كلمة (الآخرة) ، والتي اعتبرها 7 أحرف وليست 6 ، ولكنه خالف كل ما ذكر على موقعه عندما قام بتطبيق حساب الجمّل على الآية (فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا)،حيث خرج الرقم على قراءة حفص(2023) وليس الرقم الذي يبحث عنه (2022)،فقام شيخنا بمخالفة صريحة وواضحة لما ألزم نفسه به, حيث طبّق حساب الجمّل على الآية على رواية ورش دون غيرها ، لأنه يعطيه الرقم المرغوب به وهو(2022)، فلماذا لم يقدّم لنا شيخنا بسام تفسيرا علميا ومنطقيا لهذه المخالفة, ويُطلب من معارضيه ومخالفيه أن يفسّروا لماذا لم يحصل الزوال وخرج مع الشيخ الرقم 2022؟ …هذا الطلب من المعارضين لا يحمل منطقا, والمنطق يقول : تفضّل أستاذ بسام وفسّر لنا لماذا خالفت منهجك الإحصائي ،حتى تحصل على الرقم الرغائبي لدى الباحث ، وهو ما يفسّر الانحياز الإيجابي للباحث المرفوض علميا.
2- عندما أخذ استاذنا بسام يعدّ الكلمات لكي يحصل على الرقم رقم 1443هـ ، قام بإعطاء قيمة زمنية لكل كلمة (سنة),ولم يقدّم شخنا التفسير العلمي والمنطقي لهذا التحديد, فلماذا ليس شهرا مثلا؟ ولماذا لم يعدّ الأحرف مثلا؟ كل هذا لم يقدم له تفسيرا علميا ومنطقيا، أضف إلى ذلك بأن الباحث عندما حدّد بداية العدّ من الآية الثانية في سورة الإسراء (وآتينا موسى الكتاب)،لم يعطنا التفسير العلمي والمنطقي لماذا عند هذه الآية بالتحديد؟, بالرغم من أنه حدّد البداية عند الحديث عن الإفساد الأول كما جاء في كتابه وفيديوهاته العديدة, إلاّ انه لم يلتزم بالعد عند الإفساد الأول ،وهو الآية الرابعة (وقضينا إلى بني إسرائيل لتفسدن في الأرض مرتين..) ،فلم يفسّر لنا ذلك. ولماذا لم يبدأ العدّ أصلا من الآية الأولى، وهي الأَوْلى ،لأنها تتحدث عن الأقصى ،وهو مسرح الإفساد والعلو والزوال؟ ولأن كل ذلك لا يعطي الباحث الرقم الذي يبحث عنه وهو الرقم 1443،تم استبعاده تحت تأثير الانحياز الإيجابي والبعد الرغبوي للباحث ،وهو مرفوض في كل المباحث العلمية. وهناك فيديو لشيخنا بسام يؤكّد فيه بأنه كان يعد وعينه على الرقمين 2022/1443، مما يعني أن الباحث كان يبحث عن كل طريقة تعطيه الرقمين.
3- معلوم في البحوث العلمية ،بأنه يجب اختبار أدوات القياس للباحث، وتحقيق شرطي الثبات والصدق عن طريق تطبيقها في حالات أخرى وتعطينا النتائج الصحيحة. ولو طبّق شيخنا بسام أداتي القياس (عدّ الكلمات وحساب الجمّل) على أشهر نبوءة موجودة في القرآن نصا صريحا بلا تأويل ألا وهو نبوءة غلبة الروم على الفرس في سورة الروم. فعند تطبيقنا لعد الكلمات في سورة الروم لآية غلبة الروم وكذلك حساب الجمّل لها، فلن تعطينا سنة غلبة الروم على الفرس، بمعنى أن هاتين الأداتين تسقطان علميا ومنطقيا، لأنهما لم تعطيانا النتائج الصحيحة لسنة الغلبة للروم، وهنا أيضا لم يعطنا الأستاذ بسام تفسيرا علميا ومنطقيا ،فلماذا فشل عد الكلمات وحساب الجمّل هنا في تحديد النبوءة الأشهر في القرآن.
وللتذكير: فإنني هنا لا أشكّك بمصداقية شيخنا، ولكني أعتقد بأن شيخنا وقع تحت تأثير البعد الرغائبي في البحث والانحياز الإيجابي , ولذلك فمطلوب من الاستاذ بسام أن يفسّر لكل متابعيه ومحبيه وحتى معارضيه كل نتائجه حول النبوءة.
أستاذي وصديقي الدكتور جواد بحر. الاختلاف لا يفسد للود قضية, وموضوع النبوءة يجب أن نتعلّم منه درسا للمستقبل ،حتى لا نقع فيه مرة أخرى ويتكرّر المشهد. مع كامل أمنياتي بأن يكون زوال دولة المسخ اليوم قبل غد، لأننا جميعا انكوينا من نار الاحتلال. وسامحنا شيخنا واستاذنا وحبيبنا أبا محمود.

  • ناشط فلسطيني.
  • (المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق