مقالات

بعد تأجيل الانتخابات …لابد من الانتقال للمربّع الجذري

ساري عُرابي*
وافقت حركة حماس على الذهاب إلى الانتخابات الفلسطينية، بشروط خصمها السياسي، ولم تتمسّك بأي شروط،أو مطالب جوهريّة في حوارات القاهرة، وغلّبت حسن النوايا، وحرج المرحلة، ودفعت نحو هذا المسار بقوّة، على الرغم من كثير من التحفّظات والملاحظات والتنبيهات، سواء داخل صفوفها أو لدى العديد من المراقبين.
اليوم تثبت حركة حماس، أنّها كانت حريصة على المصالحة، ولو بمسار يختطه خصمها، وأنّها ليست هي التي تخشى الانتخابات، وعلى وهذا، وبعدما أجّل خصمها الانتخابات، وهو الطرف الذي أصرّ منذ العام 2006، بعد فوز حماس بوقت وجيز، أي قبل الانقسام، على أنّ الانتخابات، هي السبيل لحل الأزمة السياسية، ثمّ تاليًا لإنهاء الانقسام، فإنه لا يمكن اليوم المساواة بين الطرفين، ولا يمكن تحميل حماس أيّ مسؤولية عن استمرار الانقسام.
هذا التأجيل، كان متوقعًا من عديدين، وإنني شخصيًا ذكرت احتمال التأجيل بذريعة القدس، في ندوة في شهر 10 العام الماضي٢٠٢٠م، أي فترة تفاهمات إسطنبول، وهو تقدير ظلّ حاضرًا بقوّة لدى عدد من المراقبين، وفي تقديري لدى عموم الناس، الذين أدركوا بذكائهم الفطري بنيّة الفاعل الأساس في الموضوع، وحقيقة توجّهاته، وقد كان الرفض المتصلّب للانتخابات المتزامنة مؤشّرا على حقيقة النوايا، وإرادة هندسة النتيجة، وعدم حصول تغيّر جدّي لدى هذا الفاعل.
الذي أعتقده الآن، أنّ طريقة التعاطي يجب أن تكون مختلفة، بعد تثبيت موقف حركة حماس إعلاميًّا ودبلوماسيًّا،حينما قبلت الذهاب إلى الانتخابات ،واستجابت لضمانات الدول، التي ثبت أنها غير ضامنة..ومن ثمّ فالعمل يجب أن يكون على خطّ مسار خارج نفق السلطة، ومن كان معترضًا على التأجيل فهذه فرصته للتعاون مع حركة حماس لخطّ هذا البديل.
النقاش يجب أن ينتقل للمربع الجذري الآن، لا العودة إلى مرواحة المكان.

*كاتب وباحث فلسطيني

 (المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق