كشفت مصادر فتحاويّة مطّلعة ل (كواليس)، أن قيادات في اللجنة المركزيّة لحركة فتح، أبدت استياءها الشديد، من الدور الذي لعبه زميلهم جبريل الرجوب، في ترتيب لقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عبّاس مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنيّة ، الذي عقد في أنقرة ، في ساعة متأخّرة من مساء يوم الثلاثاء ( ٢٠٢٣/٧/٢٥) ، إذ تتّهم هذه القيادات الرجوب، بأنه “ورّط“ رئيسه عبّاس والسلطة وحركة فتح مع جهاز المخابرات العامة المصريّة، الذي سارع رئيسه اللواء عبّاس كامل ، بتكليف المسؤول عن الملف الفلسطيني (أحمد عبدالخالق) بالتواصل مع قيادتي حركتي فتح وحماس، للاستفسار عن السبب في عقد اللقاء بين عبّاس وهنيّة، قبل أربعة أيّام فقط من اللقاء المقرّر بينهما في مصر، معبّرا عن امتعاض المخابرات من هذه الخطوة، التي فهمت عندهم في سياق سلبي، وهو تفريغ الحوار الفلسطيني في مصر من مضمونه، وقطع الطريق على دور مصري جديد في محاولة رأب الصدع بين القوى الفلسطينية! وتقول المصادر، إن القيادات الفتحاوية التي تنظر إلى الرجوب بعين الغيرة والتنافس والحسد، تفسّر تحرّكاته واتّصالاته، بأنها تندرج ضمن “أجندة شخصية“ له، تستند إلى طموحه بوراثة وخلافة عبّاس، التي يرى الرجوب أن رضا حركة حماس واستقطابها إلى جانبه، هي من العوامل المهمّة لتحقيق حلمه بالزعامة. وتضيف المصادر أن هذه الأجندة، هي التي تدفع الرجوب إلى ترتيب لقاء عبّاس وهنيّة، غير مبال بتأثير ذلك على علاقات السلطة وفتح بالنظام المصري سلبا ، وهو الذي يعرف جيّدا ، حساسية المصريين الشديدة، تجاه أي طرف عربي أو إسلامي، يحاول الدخول على خط الملف الفلسطيني، الذي يعتقدون أنهم “ الوكيل الحصري “ له ، وأنه لا ينبغي لأحد – كائنا من كان – أن يقترب منه إضافة إلى ذلك، فإن هناك نقطة سلبية إضافيّة ،تأخذها تلك القيادات على الرجوب وهي أنه وضع عبّاس في موقف محرج ، إذ استدرجه إلى الوقوع في “ كمين “ دعوة الرئيس أردوغان إلى لقاء ثلاثي يرعى فيه اللقاء بين عبّاس وهنيّة، ما يعطي صورة ذهنيّة ، يحرص عبّاس دائما على تجنّبها، وهي أن يبدو رئيس حركة حماس، سواء السابق( مشعل ) أو اللاحق ( هنيّة) ، في الموقع المناظر أو المكافئ له ! وهذا “الكمين“، هو نتيجة طبيعيّة للقاء عبّاس – هنيّة في أنقرة، إذ لا يمكن ل”أردوغان“ اللاعب السياسي الماهر ، تفويت هذه الفرصة، التي يؤكّد فيها على قدرته على جمع “ النقيضين “ ، واللاعبين الأساسيين في الساحة الفلسطينية ! وتشير المصادر إلى أن الرجوب كسب هذه الجولة من السباق مع خصومه، إذ قدّم هدية معتبرة لحركة حماس، ولكن خصومه سيعملون على رد الصاع صاعين في الجولات الأخرى المقبلة.