تقارير و تحليلاتعام

معظم الشواهد تشير إلى فوز أردوغان برئاسة تركيا في جولة الإعادة

بقلم : نادر فتوح*


عند التوقّف عند أهم وأبرز الدلالات التي تسيطر على المشهد السياسي التركي ،بعد اعلان نتيجة الانتخابات الرئاسيّة،والتوجّه نحو جولة الإعادة للانتخابات ، يمكن رصد الملاحظات التالية :

تفوّق “أردوغان” وتحالفه على مرشح المعارضة ، على الرغم من كثافة الدعاية المعارضة له ،وتوقّعات استطلاعات الرأي هزيمته ،ونهاية حكمه.

على الرغم من تراجع الأصوات التي حصدها الرئيس التركي “أردوغان” في الانتخابات الراهنة مقارنة بانتخابات 2018 ، حينما حصل على 52.6% من الأصوات في الجولة الاولى – إلا انه أثبت أنه ما زال “الحصان الرابح” الذي يفهم شعبه جيداً، وهذا برز في الفارق الكبير نسبياً لصالحه؛ وهي نسبة من الصعب تجاوزها في جولة الإعادة؛ ما ينذر بفوز “أردوغان” فيها أيضاً.

اتّضح من النتائج الأولية ،تصاعد التصويت للتيارات القومية الممثَّلة في حزبَي “الحركة القومية” المتحالف مع “أردوغان”، وحزب “الجيد” المتحالف مع “أوغلو”، وحزب “النصر” الداعم للمرشّح الثالث “سنان أوغان”.

تراجع نسب التصويت للأحزاب ذات المرجعية الإسلامية الصغيرة، مثل : (السعادة، التقدم، المستقبل)، وهي الأحزاب المتحالفة مع “كليشدار أوغلو”.

تمكّن تحالف الشعب من تحقيق مكاسب كبيرة في العديد من الدوائر؛إذ نجح في الحصول على 322 مقعداً، فيما حصل تحالف الأمة المعارض على 213 مقعداً، وحقّق حزب العدالة والتنمية الحاكم، الذي يقود تحالف الشعب، تقدما واضحا، حيث حصل على 267 مقعداً. {ولا يمكن إغفال أن هذا التقدّم قد يعطي مؤشراً حول فرص الرئيس التركي “أردوغان” في حسم جولة الإعادة لصالحه}.

أصبح واضحاً احتمالية إخفاق تحالف “الأمة” المعارض في إمكانية الفوز بالانتخابات الرئاسة بجولة الإعادة إذا استمر الفارق بينه وبين “أردوغان” كما هو، وإذا استمرت طبيعة التصويت القومي والحزبي كما هي.

عوامل أخرى، أبرزها هو اختيار “كليشدار أوغلو”، وشخصيته المناقضة “لأردوغان” وليست المنافسة له، كما أن تحالف المعارض وأقطابه كافة ركّزوا على انتقاد “أردوغان”، والمراهنة على فئة الشباب، ولم يقدّموا برامج انتخابية فاعلة ومؤثّرة.

سلوم أحزاب المعارضة على نحو بدا أنها واثقة بالفوز وهزيمة “أردوغان” ، لدرجة أنها بدأت تحتفل بالفوز وتوزّع المناصب الوزارية على أعضائها، وهذا التسرّع في إعلان النتائج من قِبل المعارضة ، أدّى إلى انتكاسة لأنصارهم بعد الإعلان عن تقدّم “أردوغان” بفارق كبير على “أوغلو”، وهو ما دفع رئيسة حزب “الجيد” “ميرال أكشينار”، كما روّج البعض، إلى “الغضب” وتحميل “كليشدار أوغلو” مسؤولية خسارة الانتخابات الرئاسية في الجولة الأولى، على الرغم من رغم دعم ستة أحزاب متحالفة معه.

بالنسبة للمرشّح الثالث “سنان أوغان” ،فربما يكون له دور في جولة الإعادة بين “أردوغان” و” وكليشدار أوغلو”؛ فقد حصل “أوغان” على 5.20% من إجمالي الأصوات خلال الجولة الأولى من الانتخابات، وهذه الأصوات سيكون لها، بالطبع، دور مرجّح في جولة الإعادة، لكن ليس ذلك بالضرورة،لأن معظم من صوّت لسنان صوّت تصويتا عقابيا، لأنه لا يريد أحد المرشحين الآخرين ، أو كان من أتباع المرشّح المنسحب محرم انجه، وهذا ممكن يجعل تاثير سنان على ناخبيه ضعيفا .

الاستخلاص :
أخيرا ولكل ما سبق ،ووفقا لنتائج الجولة الأولى، فإن معظم الشواهد تشير إلى فوز “أردوغان” بجولة الإعادة، وتثبيت حكمه لفترة رئاسية جديدة؛”إلا إذا حدثت مفاجأت”.
وسيكون يوم الأحد 28 أيّار / مايو القادم، يوما فارقا في تاريخ الدولة التركية .

*إعلامي مصري مقيم في إستانبول.

*(التحليل يعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن يعبُر عن رأي الموقع).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق