بقلم : جمال عقيل*
ومع ذلك لم يقل أنه سيؤسّس مذهبا، ليتبعه الناس، وليقتدوا به، ولم يزعم انه سينافس مالكا وأحمدا والشافعي وأبا حنيفة، فضلا عن ان يسبقهم، أو يفوقهم، بل جعلهم مشايخه، وهو طالبهم وتلميذهم .
الشيخ العلامة الحافظ، المحدث الفقيه، المفسر اللغوي، الشاعر الأديب، المفكر السياسي، المؤرخ التاريخي، الأصولي العقائدي ،البحر ،الزاهد الورع الخاشع ،العالم الرباني (محمد الحسن الددو الشنقيطي).
اختر ماتشاء من العلوم، وقل ماتشاء من التخصصات، فهي فنه وتخصصه، لما يتكلم بفن من الفنون، او بمذهب من المذاهب، او بتخصص من التخصصات، تقول هذا الفن والتخصص تخصصه وفنه.
سبحان الله، آية من آيات الله، في هذا العصر، ومن نوادر زمانه، ومن عجائب دهره، وفريد عصره .
جمع الله له بين العلم والتزكية، بين الفقه والحديث، بين معرفة النص، وتنزيله على الواقع
جمع الله له بين الربانية والشجاعة والخشية والعلم والتزكية ، ونادر مايجتمعان في عالم .
يجعل مرضات الله فوق مرضات الناس والبشر والملوك والحكام والزعماء
متحررّ بفكره، وفتاويه، وطرحه ومنهجه، الدليل حجته ومذهبه.
صحيح انه من متأخّري زمانه، ولكنه ينافس أصحاب العصور الاولى من التابعين وتابعيهم .
حضرنا له بعض المحاضرات والدروس لما جاء إلى صنعاء، فسبحان من وهبه هذه الفنون والتخصّصات ، والذاكرة والبديهة، والحفظ والفقه، والفكر والأدب والسلاسة والتزكية، والربّانية والخشية والورع .
من أعظم الشخصيات التاريخية التي تأثّرنا بها في مسيرتنا العلمية، شخصية ليست منغلقه، فالعالم العربي والإسلامي، بل والأفريقي والأوربي تعرف من هو الشيخ الددو.
استفتيه وخذ فتواك بكل ثقة واطمئنان، واجعله حجّتك ودليلك من علماء هذا العصر .
شيخ بكّاء صاحب فراسة، كما حدث ذلك في بعض دروسه.
بحر لاساحل له، وصاحب درر لاتنقطع، وعين لاتنضب، وسبائك لاتعد،ودرر لاحد لها .
من الأواخر ،لكنه بحقيقة الأمر من الأوائل، له أحاديث بالسند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
من مجدّدي هذا العصر وهذا الزمن، ولا أزكّي على الله أحدا .
حقا أن دين الله محفوظ، يصطفي الله في كل زمن، من يحمي وينصر دينه،ومن يحمل شريعته ويبلغ رسالته،ويجدد لهذه الأمة أمر دينها .
أحبُ الصالحين ولست منهم لعلّي أن أنال بهم شفاعة
حفظ الله الشيخ الددو في حله وترحاله، وتولاه في ليله ونهاره، وعافاه الله من كل بلاء وشر وسقم، ونفع به الإسلام والمسلمين.
* داعية إسلامي يمني.
* (المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع).
