مقالات

لماذا يكره الحكّام العرب حركات المقاومة؟

بقلم : محمّد عصمت سيف الدولة*
أدانت كل من مصر والأردن والامارات والبحرين العملية البطولية بالقدس المحتلة، ردا على قيام الاحتلال بتصفية تسعة فلسطينيين اثناء اجتياح قواته لمحافظة جنين، فلماذا يكره الحكام العرب حركات المقاومة وعملياتها ؟!
• لأنها تحرجهم أمام شعوبهم ،وتطالبهم بمواقف لا يجرؤون ولا يرغبون فى اتخاذها خوفا أو تواطؤا.
• كما تكشف خوفهم وأكاذيبهم ، بأنه لا قبل لنا ب “ إسرائيل” ،وبأن القتال والمقاومة لا تجدى، وبأن الاعتراف بها والسلام معها هو الخيار الممكن الوحيد.
• كما أن المقاومة تكشف الوجه الحقيقى للاحتلال، الذى سالمته الانظمة العربية وطبّعت معه، فتزيدهم إحراجا على إحراج.
• لأن المقاومة تهدّد عروشهم، فأهم مصدر لشرعياتهم التى منحها لهم “المجتمع الدولى الأمريكى”، هو الحفاظ على وجود (إسرائيل)وأمنها.
• كما أن الامريكان قد نجحوا على امتداد العقود الماضية فى ترويض النظام العربى الرسمى على قواعد الاستسلام والخضوع للأقوى و”الاعتدال والواقعية.
• بالإضافة الى انهم لا يجرؤون على مخالفة السادة الإمريكان الذين يصنّفون حركات المقاومة كمنظمات إرهابيّة.
• كما أنهم حلفاء وشركاء ووكلاء للمصالح الامريكية والاوروبية الاستعمارية فى بلادنا، والوكيل لا يخرج عن تعليمات موكّله.
• والتفاف الجماهير العربية حول المقاومة ،يضعف موقفهم أمام الأمريكان، ويكشف عجزهم عن ردع الشارع العربى، وإبعاده عن القضية الفلسطينية.
• والمقاومة تعيد القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهد ،بعد أن حاولوا تصفيتها عدة مرات بعد حرب 1973
• ولأن الأنظمة وحكامها باعوا فلسطين منذ زمن بعيد، ولم يعد يعيق إتمام الصفقة وتسويتها، إلا المقاومة وصمودها.
• ولأن المقاومة ترفض الاعتراف (باسرائيل) التى اعترفوا بها جميعا سرا أو علانية.
• ولأنهم وقّعوا مع العدو معاهدات، تلزمهم بمطاردة المقاومة الفلسطينية، بنصوص صريحة يخفونها عن شعوبهم.

• ولأنهم ينسّقون مع ( إسرائيل)ليلا نهارا من أجل تحقيق الأمن العربى الإسرائيلي “المشترك” .
• كما أن المقاومة ترفض نزع سلاحها، بينما رضخوا هم لشروط ( إسرائيل)بنزع اسلحتهم مقابل انسحابها من الاراضى التى احتلتها فى بلادهم.
• فهى تتحدى كل معاهداتهم ومبادراتهم ومشروعاتهم المشتركة مع العدو.
• ولأنها توجّه السلاح العربى فى الاتجاه الصحيح، فى وقت يوجّهه الحكام إلى معارك الاقتتال العربى -العربى ،والمعارك الطائفية وتصفية المعارضة.
• لأنها تفسد وتعوق مشروعات التطبيع الاقتصادى والسياسى مع (إسرائيل)القائمة على قدم وساق.
• لأنها تنشّط حركات المقاطعة للبضائع الامريكية والأوروبية التى تهدّد مصالحهم الاقتصادية.
• لأنها تكشف استبدادهم حين يقمعون مظاهرات الغضب العربية ضد (إسرائيل).
• وتكشف الفرق بين خوفهم من مواجهة (إسرائيل)،وبين جبروتهم ووحشيتهم فى مواجهة شعوبهم.
• لأنها تكشف زيف ادعاءاتهم وشعاراتهم عن الأمة العربية والعروبة والوحدة ومركزية قضية فلسطين.
• كما تكشف زيف الشعارات الوطنية والأمن القومى التى يطنطنون بها ليلا نهارا لخداع شعوبهم وتضليلها، للتغطية على استبدادهم وفسادهم وتواطؤهم.
• لأنها تفضح اهدارهم وتبديدهم للثروات العربية لشراء اسلحه بالمليارات، لا يستخدمونها، فى وقت يحظرون فيه السلاح عن الفلسطينيين.
• لأنها تفضح انخراطهم تحت القيادة الامريكية فيما سمى بحرب “تحرير” الكويت وفى غزو أفغانستان والعراق وغيرها، وصمتهم تجاه فلسطين.
• لأنهم اختاروا نهج الاحتلال والتبعية والاحتماء بالأمريكان والغرب، فكيف ترفض المقاومة ما قبلوه هم؟
• لأنهم لا يزالوا يعيشون بعقدة 1967.
• لأن للمقاومة والصمود والبطولة سحرا وتأثيرا خاصا، يخشون من انتقال عدواها إلى شعوبهم.
• لأنها تكشف زيف ادعائاتهم اليومية بوجود مؤامرات عالمية على دولهم، بينما هم يلتزمون الصمت تجاه المؤامرة الكبرى على بلاد العرب المتمثّلة فى الكيان الصهيونى.
• وقبل ذلك وبعده، لأن الكيانات/الدول العربية التى أنشأها الاستعمار لحماية تقسيم وتجزئة الأمة العربية التى تمت بعد الحرب العالمية الأولى، لا تقاتل أبدا إلا دفاعا عن اراضيها وداخل حدودها، ولا شأن لها باحتلال أو تهديد أى أقطار عربية أخرى، حتى لو قصفتها (اسرائيل) بقنبلة نووية.

* ناشط سياسي مصري.

* (المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق