بقلم: حسام الغالي*
السّنة الشّمسيّة أو التأريخ الشّمسيّ ،كان موجوداً و استخدمه الرّومان نصف قرنٍ من الزمان قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام ، ثم استخدمه النصارى بعد ستّة قرون للتأريخ لميلاد عيسى عليه السلام ، فسُمّيت السّنة بالسنة الميلادية بسبب تلك النِّسبة الشريفة .
و السّنة القمريّةُ أو التأريخ القمريّ ،كان موجوداً قبل الإسلام واستخدمه العرب – ومنهم المسلمون – بعد الإسلام ، ثمّ بدا للصحابة الكرام في عهد عمر بن الخطاب التأريخ لهجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، فسُمّيت السّنة بالسنة الهجرية بسبب تلك النسبة الشريفة.
فلا السّنة الميلادية سنةٌ ” نصرانيّةٌ ” بالمفهوم الدّيني ولا السّنة الهجرية سنة ” إسلامية” وشعيرةٌ من شعائر الدّين ، كلّ ما في الأمر أنّ النصارى والمسلمين استخدموا التقويم السائد في عصرهم للتأريخ لأحداثٍ دينيّةٍ مُهِمّة.
أما إجماع الصحابة على التأريخ الهجريّ ( أو القمريّ ) فليس فيه دلالةٌ على حُرمة أو كراهة استخدام تأريخٍ أو تقويمٍ غيره ، بل إنّ القرآن الكريم أشار للتقويم الشمسيّ والقمريّ كليهما ، فقال تعالى ” هو الذي جعل الشمس ضياءً والقمر نوراً وقدّره منازل لتعلموا عدد السّنين والحساب” . قال شيخ المفسرين الطبري:
(…. فإن في ذلك وجهين : أحدهما : أن تكون الهاء في قوله : ” وقدره ” للقمر خاصة ، لأنّ بالأهلة يعرف انقضاء الشهور والسنين ، لا بالشمس ، والآخر : أن يكون اكتفى بذكر أحدهما عن الآخر….) يعني يكون التقويم بكليهما.
وفي سورة الكهف كذلك إشارة إلى جواز الحساب بكليهما، فقوله تعالى ” ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعاً ” أي : ثلاثمائة سنة شمسية أو ثلاثمائة وتسع سنين قمرية !
إذا ثبت ذلك ، فالتهنئة بالعام الميلاديّ الجديد أمرٌ مباحٌ إباحةً أصليّةً وهو من قبيل الدعاء للناس بالخير ، إذ لا فرق أن تقول للناس في الصباح : صباحُ الخير ، وفي المساء : مساءُ الخير ، وعند النوم: تصبحون على خير ، وبين أن تقول لهم في العام الجديد : كل عام وأنتم بخير ، والله أعلم.
ملحوظة مهمة هذا الكلام لا يعني جواز تنظيم الاحتفالات تقليدا للغرب و الحفلات الماجنة وما فيها من محرمات أو عبر اطلاق النار والمفرقعات التي تروع الناس أو اعتبارها عيدا أو ربطها بعيد الميلاد عند المسيحيين أو أي مفهوم يخرج عما كتب.
* داعيّة إسلامي لبناني.
* (المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع).