بقلم : عبدالرحمن الدويري *
التيّارات آفة الجماعات حين تتشكّل تحت اي ذريعة؟!
﴿إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ، فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ، وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى، وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾.
♦جعل الله ورسوله المؤمنين أمة من دون الناس، حميّتهم لله ورسوله ودينه على اختلاف اجتهادهم، وهم براء من حميّة الجاهليّة.
♦هذه الحميّة الصارفة عن الحق، قد تتسرّب لصفوف الجماعات العاملة للإسلام، فتتعصّب كل جماعة لنهجها، وتسعى للاستحواذ وتحجيم مخالفيها!؟
♦والأخطر من ذلك، أن تتشكّل داخل الجماعة الواحدة مراكز قوى، مبنيّة على أساس الاختلاف في الاجتهاد والطباع، والذي هو سنة كونية، وثروة ونعمة ربانية، لتيسير الخيارات في إصابة الصواب، والاجتماع على الأصوب، أو التفاف الأغلبية عليه، بعد الشورى الصحيحة، ولكن الخطر يكمن في أن يتمايز المختلفون بفرز الألوان،وانحياز كل فريق واحتشاده، يتجاذبون جمهور الدعوة، ويصطفُّون، ويبيّتون في الليل ما يُملونَه في النّهار، وهنا تتولّد حمية جاهلية، #حمية التيّار والفريق، فتستيقظ النوازع الذاتية، وتتدسدس الحظوظ والأهواء والمطامع، وينبت التحاسد، والتباغض، ويشيع القيل والقال، ويرق الدين، وتنتكس مبادئ المختلفين، وتسوء أخلاقهم فيما بينهم، فيسهل الاختراق، والتسلّل من قِبل كل فريق.
♦حينها يتجسّد في الجمع وصف التنازع، الذي يفضي إلى الفشل حتما: ﴿ ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم﴾، وهذا هو الحاصل في مستوى الدول والأنظمة، وفي مستوى الجماعات العاملة، وفي مستوى الجماعة الواحدة، إلا ما رحم ربي، وهذا يفسر ما تُمنى به به الأمة من خسائر، في مستوى السياسة والدعوة والجهاد لنيل الحق، ورد المغصوب، وسيظل الأمر كذلك، حتى توجد الأمة من الآليات والتشريعات، ما تضبط به إدارة ذاتها، وتضمن وحدتها وتآلفها، ورسوخ نظام مؤسساتها، واستقرارها.
* داعيّة إسلامي أردني.
* (المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع).