بقلم : شاكر خرمة*
شعار النسوية ، يصيبني بالسعادة ،لسببٍ واحدٍ، هو أنّه يمثّلُ تبرُّعًا من (شلّة) المهووسات بفضيحةٍ اجتماعيّةٍ لأنفسِهِنّ، وبكَشفٍ مجانيٍّ عن مآلاتِ هذا الخِطابِ (المريض)..!
الزوجة غير ملزَمة بالخدمة، الزوجة غير ملزَمة بالرّضاعة، الزوجة غير ملزَمة بأيّ صلة بأهل الزّوج.. الخ !
شخصيًّا .. سأفترضُ التسليم بكلّ هذا .. وأنّه صوابٌ تمامًا بلا أدنى شكٍّ ولا رَيب، وبأنّه منصوصٌ عليه في القرآن والسُّنَّةِ، ويحظى بإجماع فقهاء (الإنس والجنّ)!
فكان ماذا ؟!
ليدخُل إذنْ كلُّ رجلٍ على زوجتِه، ويتلو عليها قائمةَ الواجباتِ أعلاه، مُعلنًا بنبرةٍ ثابتةٍ أنّه سيُعفيها منها بعد أن (هداه الله) على يد (النَّسَوِيَّات)..!
لكن ليخبِرْهَا أيضًا -وعلى المعيار نفسِه-:
أنّه ليس مُلزَمًا سوى بطعامِهَا وشرابِها وكسوتِها في حدودِ إمكانِه وبالقَدْرِ (المعتادِ) لمثلِه ومثلِها..
وليس مُلزمًا باحتضانها ..ولا تقبيلِها..ولا بـ (يا عمري)! وأخواتِها ..ولا بالثناءِ على (طَبْخِهَا) في حالِ تبرَّعَتْ به لوجه الله..ولا بمواصلاتها لبيت أبيها ..ولا بـ (عيديّة) أمّهاتها …ولا بـ (هديّة) أختها التي أنجبت ..
ولا بـ (زيارة) أخيها الذي سكنَ بيته الجديد..ولا بـ (ملابسها وإكسسواراتها وتسريحتها) عندما يزوّج أبوها (آخر العنقود)!..ولا بعلاجها ولا دوائها، إلا ما كان من متعلّقاتِ (الحمل والولادة) ..ولا بـ (رصيد) هاتفها ..
ولا بكَدّ نفسِه ليمتلك بيتًا، يكفيه الإيجار، ويكفيها (الثُّمن) بعد موتِه.. وسؤال: (وين نروح بعدك؟) هي المسئولة وحدها عن الإجابةِ عليه ..
أحكيلك: ولا حتى مكياجها، وقميص نومها، وطِلاء أظافرها، ورموشها الصناعيّة أو الطبيعيّة، ومكان المزهريّة التي فكّرت طويلاً قبل تغيير مكانها ليلفتَ نظره …كلُّ ذلك ليس ملزَمًا بالتفاعُل معه بأي شكل.. ولا بنصفِ كلمة (!)
هي واحدةٌ من اثنتين: إمّا لغةُ (الحقوق) المجرّدة،أو لغة (المودّة والرحمة/الحبّ والرومانسيّة).. أمّا إحداهما عند العطاء والأخرى عند الأخذ .. فهذا (مرَض)..
مَنْ أرادَ الحياةَ الزوجيّة بـ (لغة الحقوق) المجرَّدة.. لا يُناقَش !
وإنّما يُحمَلُ على عَيْش التجربة ..! فقط (!)
هذه ليست جاهلة.. هذه معطوبةٌ في (آدميّتها) !
* باحث وكاتب فلسطيني.
* (المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع).