مقالات

قصة حسين كرّوج مع المخابرات الفرنسية !

أنس رصرص*

حسين كروج، ناشط إسلامي فرنسي من أصل جزائري، ورئيس لجمعية خيرية في فرنسا ، أقدمت الشرطة الفرنسية،على اعتقاله سنة ١٩٩٤ ، ودسّوا في جيبه أثناء اعتقاله منشورا، تعلن فيه الجماعة الإسلامية الجزائرية، اختطاف القنصل الفرنسي وزوجته من العاصمة الجزائر ، ويقدّم كروج للمحاكمة، ويحكم 5 سنوات، بتهمة علاقته مع الجماعة، بدليل حيازته المنشور .
سنة 2002،تقدّم ضابط شرطة فرنسي، للإدلاء بشهادة برّأ فيها ذمته (بعد إصابته بالسرطان، وتدهور حالته) في قضية كروج، واعترف أنه هو الذي دسّ المنشور في جيبه،وأن المنشور من صناعة المخابرات الفرنسية .
سارعت زوجة القنصل بعدها، بتقديم إفادته للمحكمة،والتي تضمّنت بيانات ومعلومات،تفيد أن الذي اختطفها وزوجها، لم يكن سوى المخابرات الفرنسية،وتم تحريرهم من الاختطاف،بعد أسبوع في مسرحية هزلية،عوملوا أثناء اختطافهم، بمنتهى الرفق والحرص على حياتهم، وكان من جملة ذلك تقديمهم الأدوية الخاصة لها ولزوجها،وهو أمر لم يكن يعرفه أحد ، فكيف بمن اتّهموا بالاختطاف .
اعتقلت السلطات الفرنسية أثناء وبعد مسرحية الاختطاف، المئات من الدعاة والناشطين الاجتماعيين المسلمين،وأغلقت العشرات من الجمعيات، وسحبت تراخيص جمعيات اخرى .
قضت المحكمة في باريس،بعد تكشّف المؤامرة،بتعويض حسين كروج 2.5 مليون يورو عن السنوات الخمس التي قضاها في السجن، وقامت السلطات الفرنسية بالتضييق على القنصل وزوجته، ومنعهم من الاتصال بالصحافة !
لذلك قلنا منذ البداية : لا تثقوا كثيرا ولا قليلا بدعاية فرنسا، ولا بمن له ماض استعماري قريب،ولا تنقلوا عنهم مثلما يفعل أغبياء وموتورون. قد يكون ما جرى بفرنسا،لعبة مخابرات مرسومة لاستثمارها سياسيا وامنياً ،والتضييق على النشطاء الإسلاميين، وإغلاق مؤسّساتهم.
وعلى الباغي تدور الدوائر.

*كاتب فلسطيني

(المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق