مقالات

معركة غزّة بحاجة إلى وقفة ودراسة شفّافة وحقيقية

بقلم : مصطفى الصوّاف

وفق الاتّفاق الذي وقْع بين حركة الجهاد الإسلامي وبين الوسيط المصري،في ٢٠٢٢/٨/٧،دخل وقف إطلاق النار مع الاحتلال الصهيوني حيّز التنفيذ عند الساعة الحادية عشرة والنصف من ذلك اليوم.
والحديث عن المعركة التي استمرت مدّة يومين ونيّف ، بين الاحتلال وسر ايا القدس، والتي ارتقى فيها ما يقارب من ثلاثة أربعين شهيدا، نصفهم على الأقل من الأطفال والنساء، والتي يدّعي الاحتلال تحقيق أهدافه من العدوان الذي بدأه بعد ظهر يوم الجمعة ٢٠٢٢/٨/٥ ، ورغم ذلك قد يكون الاحتلال حقّق من جريمته اغتيال بعض قادة المقاومة، وهذا تحقّق بالفعل، ولكن ليس نصرا حقيقيا للاحتلال وتحقيقا لأهدافه.
الاحتلال كان من ضمن أهدافه اغتيال قادة عسكريين ونجح في ذلك، ولكنه فشل في تحقيق الهدفين الآخرين ،الذي كان يهدف من وراء عدوانه تحقيقهما .
الهدف الأول، هو ضرب وحدة قوى المقاومة، وتحديدا القسّام والسرايا، ولكنه لم يحقّق هذا الهدف، لأن المعركة كانت على تفاهم تام بين قوى المقاومة في غرفة العمليات،وخاصة بين القسام والسرايا، وكانت درجات التنسيق بينهما عالية، وهذا ما أكّدته قيادة الجهاد وحماس خلال العدوان الصهيوني ، وهذا التنسيق والتشاور بين الجانبين ،كان على درجة عالية ،وربما تكشفه الأيام القادمة بشكل أكبر مما هو عليه.
الهدف الأخر، هو العمل على فك الارتباط بين جبهات العمل الفلسطيني في غزة والضفة والقدس والثمانية والأربعين، وهذا الهدف لم يتمكّن الاحتلال من تحقيقه ،وبقي الترابط بين الساحات الفلسطينية قائما ومستمرا .

السؤال الذي يطرح نفسه : هل الاحتلال سيلتزم بما تم التعهْد به مع الجانب المصري، أم أنه سيمارس الخداع والتضليل كما مارسه سابقا قبل غدره واغتياله للمقاومين والأطفال والنساء . صحيح أن هذه الجولة انتهت ، وحقّق الاحتلال جزءا من أهدافه، وحالت المقاومة بينه وبين تحقيق الأهداف الأخرى كما أشرنا ، ولذلك الأمر مرتبط بما سيلتزم به المحتل وبما تعهّد به الجانب المصري.
والأمر الآن متروك للجهات المختصة بدراسة العملية برمّتها، والخروج بالتوصيات الضرورية والتي ستحدّد الإيجابيات والسلبيات، والعمل على تدعيم الإيجابيات ومعالجة السلبيات، وهذه مسألة تحدث عادة بعد كل معركة مع الاحتلال ،ولعلّ هذه المعركة بحاجة إلى تقييم من سر ايا القدس ودراسة من كتائب الqسام والوقوف على كل ما حدث من إيجابيات وسلبيات ،وهي بحاجة إلى دراسة معمّقة وشفّافة، حتى يكون هناك تقييم إيجابي يخدم المقاومة، ويعزّز الإيجابيات، ويعالج السلبيات، وتقدير ذلك يعود للجان التحقيق والتي ستنعقد في القريب العاجل ،وأتمنى ان تكون شفّافة وحقيقيّة،وعلينا العمل بكل الاستخلاصات التي ستصل إليها .
رحم الله الشهداء، والشفاء العاجل للجرحى، ونسأل الله أن يعوْض الجميع الخير والبركة.

*كاتب فلسطيني

(المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق