بقلم : شامة درشول*
إعادة استقبال قيس سعيّد لزعيم ” البوليساريو” إبراهيم غالي، هي صفعة على الخد الأيسر للشعب التونسي، بعد أن صفعه الصحراويون على خده الأيمن بالأمس.
لا يوجد في العالم حركة تقدّم نفسها انها تحرّرية، تقبل ان يلتقي زعيمها برئيس قمعي، وأد تونس ما بعد بن علي، وأعادها الى الظلام والظلم، مثلما تفعلون.
أما الرباط ،فعليها ان تستيقظ، وتراجع مقاييس حكمها على تقدّمها في ملف الصحراء.
-فتح قنصليات ليس كافيا .
-مواقف دول تدعم مقترح الحكم الذاتي ليس كافيا.
-تطبيل جوقة الإعلاميين المأجورين والذباب والنفخ في الدبلوماسية المغربية… قاتل .
وإني أتساءل مع صاحب الرسالة إلي من العيون : “أين هم الفاعلون الصحراويون الشباب من خريطة الدبلوماسية المغربية؟؟؟!!!”.
بل، أين هي معركة كسب القلوب؟ ولماذا بتنا نتعامل مع الأرض فقط؟؟!!!
خطوة قيس سعيّد التي أراد بها فرض حضوره في المنطقة المغاربية، بعد ان لُفظ داخليا، ليس عليها أن تنسينا مواجهة أخطائنا، وأول هذه الاخطاء، أننا وثقنا في علاقتنا التاريخية ب تونس ، دولة، وشعبا، ولم ننتبه إلى التغيّرات التي تعرفها تونس، وإلا ما كنا سمحنا بارتكاب خطيئة ارسال “بروفايل” مثل #حسن_طارق سفيرا إلى هناك.
الخطأ بدأ من هنا… وعلينا الإقرار بأخطائنا.
في سبتمبر 2021، قام ياسين المنصوري، مدير لادجيد، بتغيير كل فريقه في السفارة المغربية بالعاصمة (تونس)،وإرسال فريق جديد، والسبب:
-“يبدو أن قيس سعيد يخطّط لشيء ما…لا نعرف ما الذي يدور بخلده تجاه المغرب…لقد تغيّرت تونس التي نعرف”.
وأتذكّر أني طرحت سؤالا:
“ما الذي يفعله إذن حسن طارق؟ أليس سفيرا؟ ألا يعدّد أصدقاؤه على فيسبوك محاسنه؟”.
فكان الرد بما لا يمكنني كتابته، وأكتفي منه بهذه الجملة:
“ما فيدوش!”.
فكيف يعقل أن يبقي المغرب سفيرا في تونس التي غرقت في عقل قيس سعيّد، وفي نفوذ الإمارات، ووصل التمدّد الإيراني إلى اقصاه؟؟!!!
صحيح أن السفير ليس كل السفارة، لكن الخطأ الذي ارتكبه المغرب هو انه تعامل مع تونس بناء على التاريخ، فأرسل شخصا بدون تجربة سفيرا في بلد منهك.
البلدان المنهكة تحتاج لمن يسمع صوت ألمها، ويخفّف منه، ولا تحتاج إلى من ، ينشر اصدقاؤه صورهم معه، فخورين أنهم اصدقاء السفير.
سيظلّ التاريخ يذكر أن يوم 26 أغسطس /آب 2022، هو اليوم الذي تلقْى فيه المغرب، و البوليساريو، الإهانة نفسها من نفس الشخص، الأول يجترّ خطأه الدبلوماسي في تونس، والثاني، يحاول المداراة على خيانته للشعب التونسي.
ربّما ما حدث، يوحد الدولة مع الحركة، ويجعل الدولة تخاطب الحركة مباشرة، عبر أبنائها الصحراويين، بعيدا عن حسابات المصالح الدبلوماسية الجافة، فلا أحد يحسن مخاطبة الشعوب، مثل الشعوب.
* كاتبة وإعلامية ومحاضرة مغربيّة.
* (المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع).