مقالات

خدمة المرأة لزوجها يوافق العرف والفطرة والشرائع كافة

بقلم : رانيا نصر*
المشكلة الكبيرة في وسائل التواصل، أنها سمحت لكل مستخدم أن يطرح ما يحلو له من أفكار دون ضوابط؛ وأهم ما يجب لفت المستخدمين إليه في منهجيات التّلقي؛ هو ألا نأخذ النصيحة أو الفتوى من غير المتخصّصين ،فالدكتورة هبة قطب المتخصّصة في الطب تفتي وكأنها شرعية ومجتهدة!!
ولن أناقش هنا آراء الفقهاء في مسألة خدمة المرأة في بيتها، فهي متوافرة على الشبكة لمن أراد الاستيضاح؛ لكن سأعرض بعض الاستدلالات القوية التي ترجّح خدمة المرأة في بيتها:
الأول: العُرف؛ ساد العرف في كل زمان ومكان وعصر ، بأن المرأة تعمل في خدمة بيتها ورعايته، ويعمل الرجل خارج البيت، وقد اعتبر الشارع العُرف مصدراً مساعداً في بيان الأحكام الشرعية؛ ما لم يصادم نصاً وكان أغلبياً.. وعليه ،فإن خدمة المرأة في بيتها من الضرورات التي لا تستقيم الحياة الزوجية إلا بها، وهي فطرة بشرية وجبلة ليس فقط في الإسلام، إنما في كل الشرائع والمجتمعات فضلاً عن الإسلام.
ثانياً: الطاعة وحسن التّبعل، فعندما سألت السيدة أسماء بنت يزيد بن السّكن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عمل تتحصّل به النساء على الأجر مساواةً بالرجال، -وقد فضِّلوا عليهن بالخروج للجهاد- .. أرشدها رسولنا الحبيب إلى أنّ حُسن تبعّل المرأة لزوجها يعطيها أجر جهاد الرجال، وطاعة الزوج تشمل خدمة البيت والقيام على شؤونه وشؤون الأبناء، وحُسن المعاشرة، والخضوع والطواعية ولين الجانب.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لو كنتُ آمراً أحداً أن يسجد لأحدٍ لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، ولو أن رجلاً أمر امرأته أن تنقل من جبلٍ أسود إلى جبلٍ أحمر، أو من جبلٍ أحمر إلى جبلٍ أسود كان عليها أن تفعل)
ثالثاً: قَسَّم الرسول صلى الله عليه وسلم المهام بين علي وفاطمة رضوان الله عليهما، فقضى على ابنته فاطمة بخدمةِ البيت، وعلى عليٍّ ما كان خارجاً من البيت من عَمَل، وما قال لفاطمة أنه ليس عليك عمل، وما أوجب على زوجها أن يأتيها بخادم، وهو المُشّرع صلى الله عليه وسلم.
وهذا كله في دائرة إطاقة المرأة وقدرتها، وفي دائرة إحسان الرجل وشفقته عليها لو رأى تقصيراً أو تهاوناً ،فيعاملها بود ورحمة ويغضّ الطرف عن ضعفها.
فالضابط في المسألة “لا إفراط ولا تفريط” والتعامل بإحسان ورحمة، وأيضاً “وأن تعفو هو أقرب للتقوى” من كلا الطرفين.
فلا يتسلّط الرجل على المرأة ويقسو عليها بدافع وجوب الطاعة، ولا تتمرّد المرأة عليه باعتقاد عدم وجوب الخدمة.

* باحثة فلسطينية في الفقه وأصوله، وفلسفة الاتّصال (الإعلام السياسي).

* (المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق