مقالات

هل الحريّة لهم وحدهم!؟


بقلم : د. صالح نصيرات
• ابتداء ، أنا أؤمن بالحرية كمنظومة متكاملة ، وليست مجرّد أداة تستخدم من قبل الأفراد والجماعات والدول ، عندما تنسجم مع أهوائها ومصالحها. ولذلك فمن المفارقات التي نراها عند دعاة الحريّة، أنهم لا يجرؤون على رفع اصواتهم مطالبين بالحريّة، إلاّ عندما يتعلّق الأمر بالإسلام وشعائره وعباداته، أي أن للمسلم الحرية- برأيهم – في أن يعبد الله أو يرفضه حتى يعتمدها عقله ويقتنع بعبادة الله.
• ولدينا أسئلة، نود طرحها على هؤلاء المسلمين الذين يعبدون عقولهم بدلا من عبادة الله .
• فهل تقبل الحكومات في أي دولة في العالم، أن يرفض الطلاب المناهج الدراسية والقانون الذي ينظّمها ؟ هل من يمتنع عن دفع الضريبة أو أداء واجباته ،يعدّ حرية أم خروجا على القانون الذي سنّه بشر لايختلفون عنا ، إلاّ أنهم اختيروا من قبل الشعب في ظروف مختلفة في بعضها حرية وأخرى تزوير فاضح.
• وهل يستطيع الطلاب الذين يدفعون رسوم الدراسة رفض قوانين الجامعة وتعليماتها، بحجّة أنهم أحرار؟ وهل يستطيع الموظّفون من الأطباء والمهندسين وغيرهم رفض اللباس الذي يقرّه المستشفى أو الشركة؟ فلماذا لا يقرّر الطبيب أن يعترض على الزيّ أو استخدام ملابس معيّنة في غرفة العمليات أو غيرها؟
• هل يدخل الكاهن أو القسيس إلى كنيسته أو معبده ،أو الشيخ إلى مسجده كيفما اتفق؟ أم أنه يرتدي ملابس مقرّة دينيا وقانونيا؟ في كثير من البلاد العربية والإسلامية، هناك قانون ينظّم زي “رجال الدين، ولايستطيع أن يخالفه أحد. فلماذا يصبح الحجاب جريمة؟ ويزعم أدعياء الحريّة أنه يتم بالفرض، ولا خيار للمرأة في ذلك. فلماذا يقبلون فرض زيّ موحّد في المدارس الابتدائية والثانوية، ثم يرفضون الزي الإسلامي المحتشم؟ لماذا تفرض فنادق واستراحات على المرأة أن تلبس المايوه ،وتحرم الأخرى من السباحة لأتها تلبس البوركيني؟
• لماذا يطالب من يسمّون أنفسهم بالتنويرين والليبراليين ” دعاة الحرية” بالتوقّف عن تدريس القرآن الكريم للأطفال بدعوى عدم فهمه؟ وهل يجرؤ هؤلاء على رفض تدريس الكتب المقدّسة لدى غير المسلمين في معابدهم؟
• كنت أستمع إلى مناظرة بين عدد من الليبراليين وشيخ وامرأة مسلمة محجّبة، وجاء المقدم بنماذج لنساء يلبسن ملابس غير محتشمة، وعليهن الوشوم والحلق في الأنوف وحتى الرؤوس. ومنحوا الفرصة ليتحدّثوا ويعبّروا عن حريّتهم في اختيار اللباس أو الوشوم التي يفضّلون، حتى إذا جاء دور الشيخ ليتحدّث عن الحجاب و اللباس المحتشم، جعلوا ذلك بأنه بسبب “الضغط الاجتماعي” والإكراه من قبل الأهل.
• لماذا يعتبرون الطفل والمراهق ناضجا عندهم، عندما يخرج على الدين والقيم، أما إذا اختار التديّن والالتزام ،اتّهموه بأنه مكره على التديّن ومآله أن يصبح متطرّفا، مع أن كل الدراسات تشير إلى أن نسب المتطرفين دينيا أقل من المتطرّفين قوميا ومناطقيا.
• وكذلك الحال بالنسبة للفتاة والمرأة المسلمة، فهي في نظرهم مُكرهة على اللباس المحتشم
• لماذا يصرّ هؤلاء على الدعوة إلى الإباحية والشذوذ وتقبّل الآخر المنحرف، ويرفضون نفس القاعدة عندما يتعلّق بالإسلام وشعائره؟
• هل هؤلاء صادقون وأبرياء؟
• فهل نعبد الله بشريعته، أم علينا أن ندخل جحر الضب الذي حفره علمانيون وليبراليون دخلاء دون حتى مجرد الاعتراض على ذلك؟!

* أستاذ أكاديمي أردني

(المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق