مقالات

أبعاد التوتّر بين إيران وتركيا

سعيد وليد الحاج*

انشغلت وسائل التواصل منذ البارحة ،بالتوتّر الدبلوماسي الحاصل بين تركيا وايران،إثر أبيات الشعر التي قالها اردوغان في أذربيجان، والتي يبدو أنها فهمت في إيران، على أنها تشجيع أو دعم لانفصال أذر إيران، وانضمامهم لأذربيجان. لا يمكن للأمر أن يكون “زلّة لسان”، فكل كلمات اردوغان وخطاباته معدّة ومكتوبة سلفاً. لكنني أعتقد أنه قصد مجاملة أذربيجان،ولم يقصد المعنى المتداول، ولا سيّما أن تركيا أكثر الدول حساسية من اللعب على أوتار الانفصال، أو التوتّر على أسس عرقية/قومية،وهي تشترك مع إيران في ذلك، خاصة فيما يتعلّق بالطيف الكردي في الشعبين. الأهم مما سبق، أن التوتّر الحاصل مؤقت وعابر ،ولن يترك آثاراً كبيرة على العلاقات الثنائية.صحيح أن “التنافس” ،هو أكثر مصطلح يصف العلاقة بين القوّتين الإقليميتين، لعوامل عديدة تاريخية وجيوبوليتيكية وسياسية واقتصادية وغيرها، وصحيح أن بعض التطورات الاقليمية مؤخّرا في سوريا والقوقاز ،قد أذكت هذا التنافس ،بل وبعض الهواجس، إلا أن الطرفين أثبتا في أكثر من محطة قرارهما بتجنّب التصعيد والمواجهة. حتى عندما حصلت المواجهة بينهما، فقد كانت غير مباشرة وبالوكالة، وعلى أراضي دول أخرى. ثم تجاوز الجانبان ذلك نحو صيغة حد أدنى من التنسيق لمنع الاحتكاك والمواجهة. تطوّرات كهذه ،لا تحتاج الحماس والاصطفاف، وإنما النظر والتقييم والاستشراف واستخلاص الدروس. أرجو أن تخرج هذه المنطقة، من منطق الالتراس أو مشجعي كرة القدم،لتدرك أنها فاعل سياسي،شاءت أم أبت.

*كاتب فلسطيني

(المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق