بقلم : د. محسن محمد صالح
يظهر أن البعض من اليسار الفلسطيني، لم يستوعب بعد درس انتخابات جامعة بير زيت، وبدلاً من ذلك قام أحد القياديين المحسوبين على حزب الشعب (الحزب الشيوعي سابقاً) بكيل التهم يميناً وشمالاً طاعناً في الطلاب والناس وفي وعيهم، لدرجة أنه ذكر في النص الذي نشره “طز في الجامعة الأهم في الوطن إذا هي فعلاً مقياس لوعي الفلسطينيين ووطنيتهم، وطز في كل هتِّيفة الإسلام السياسي…”!!
إن احتقار الناس وشتم تيار أساسي فاعل ومؤثّر في الشعب الفلسطيني، يدفعنا لبعض الوقفات السريعة:
- كان الأولى بالرجل أن يسأل نفسه، لماذا حصل فصيله على عدد أصوات (76 صوتاً) ، أي أقل من نصف الأوراق الملغية، بل أقل من الأوراق الفارغة،ليقوم بقراءة نقدية وموضوعية لأداء فصيله، ليتمكّن من تجاوز مشاكله وتطوير إمكاناته.
- وكان الأولى به أن يجيب على سؤال، أين يضع هذا الفصيل نفسه في الخريطة الشعبيّة الفلسطينية، بعد كل الاستحقاقات الانتخابية التي خاضها ؟!وكيف يقوم بشتم فصائل تملك على الأرض عشرات أضعاف رصيده الشعبي، في الوقت الذي يدفع من يشتمهم ضريبة المقاومة والصمود عرقاً ودماً وسجناً واستشهاداً.
- لم يسأل هذا “الرفيق” عن البُعد الأخلاقي والقيمي و”الديموقراطي” في أن يكون فصيله ممثّلا في المجلس الوطني والمجلس المركزي وفي قيادة منظمة التحرير الفلسطينية؟ وأن موقعه في القيادة مستحقاً بجدارة؟ وكيف يقدّم عمليّا غطاء لـ “شرعنة” الحالة البئيسة التي عليها قيادة المنظمة، ويوفر ستاراً لاستفراد فصيل واحد بالهيمنة على المنظمة، والاستمرار في سلوك سياسي يعاكس الإرادة الشعبية الفلسطينية.
- وإذا كان الرجل تحدث بفخر عمّن حملوا البندقية، بدلاً من كيس الطحين في ستينيات القرن الماضي؛ فقد كان أولى به أن ينظر إلى من يفعل ذلك في وقتنا الحاضر، ويقبض على جمر البندقية وهو يعاني الحصار منذ 15 عاماً، بينما يجد صاحبنا نفسه مع حزب “الطحين” والخدمات في هذه الأيام!!
- وما دام الشعب كله لا يعجبه، بالرغم من أن اسم حزبه هو “حزب الشعب”، فقد كان عليه أن يقدم نقداً موضوعياً يحترم فيه إرادة الشعب الفلسطيني، لا أن يحدّد لنفسه شعباً على مقاسه!!
- كما كان عليه أن يبحث عن حلول للأزمة المزمنة لليسار الفلسطيني.
ولذلك، فالمأمول من “الرفيق” أن يخدم حزبه والعمل الوطني الفلسطيني من خلال القراءة الموضوعية، لا أن يستخدم هكذا لغة ويلجأ إلى إساءات واستفزازات لا تسيء إلا إليه وإلى رفاقه. - باحث وكاتب سياسي فلسطيني
- (المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع)