مقالات

زيارة هنيّة إلى لبنان وعلاقة حماس بإيران

عدنان أبو أسيد هليل

هنية زار لبنان والتقى حسن نصر الله، ومن قبل زار إيران،ووصف سليماني ب” شهيدالقدس”…هل هذا خطأ في الدين ،أو في عالم السياسة ؟
وأقول :
١- من ينتقدون مخلصون ،ولكنهم ينظرون من بعيد، ومن زاوية أخلاقية ،وهذا لا يصلح في إدارةالسياسة والحروب .
٢- الموقف السياسي من طرف ( ما )،هو الذي يحدّد كيفية وحكم التعامل معه،وليس الموقف العقدي ،فالنبي صالح يهود، وقاتل يهود،وحالف كفارا، وقاتل كفارا،وهدم مسجدا، وبنى مسجدا ، والموقف السياسي يتغيّر من يوم ليوم، ومن أسبوع ،أو شهر ،أو سنة .
٣- الحركة منذ نشأت، وضعت لنفسها خطين في هذا السياق، هما: ( عدم التدخّل في الصراعات القومية،والخلافات المذهبية، والطائفية والفكرية ،والمحاور السياسية بين الدول، ثم عدم التدخّل في الدول ومشكلاتها وتركيباتها ).وقد ضمن لها هذان الخطان، مساحة واسعة من الحركة، والإنجاز والخيارات،والبدائل، واستقلال القرار .
٤- الدول والنظم التي تدعم الحركة، تقدّم أنواعا من الدعم( التي تدعم الحركة، ولا أقصد الدول عموما )،وتستخدم وزنها النسبي في ذلك، منه الدعم الإعلامي والخيري، وتنسيقات تضطر لها الحركة من خلال الأمريكان، والعدو، والدعم بالتأييد
الاستراتيجي ،ولكن ذلك فقط ،ضمن المتاح بالأعراف الدولية كتركيا وقطر ، ومنه الدعم بالعدة الحربية ،والمعلومات الأمنية ،والتدريب ،إضافة للمال وغيره، وهذا لا تستطيعة ،ولم تقدّمه إلا إيران فلا غنى عنها ..
٤- لا شك أن مشروع الحركة، ليس هو مشروع إيران ،وتقع خلافات ولكنها لم تصل لعداوات بل حتى لدى الشعوب التي بينها وبين الشيعة، أو إيران خلافات ،صارت عداوات كالعراق ولبنان واليمن والباكستان والأفغان …كلّها عداوات، طرأ عليها تأجيج وتخفيض ،ولكنها ليست كعداوة الصهيوني والنظام السعودي والإماراتي ( لا في نوع العداوة ولا في عدد الضحايا)،وما جرى في الفترة الأخيرة في سوريا، هو نتاج صراع اختلط فيه السياسي بالعقدي بالإثني بالاستخباري بالداخلي بالخارجي بالمصالح بالطائفية ( وكله ضرب كله ) ؟
٥- ليعلم كل مخلص ،أن الحركة لم تسمح في غزة بحسينية شيعية، رغم أن أكثر قدراتها العسكرية والمالية من إيران .
٦- السياسة وإدارة العلاقات السياسية، تتعامل مع فروق المواقف بميزان دقيق يرى ويزن الشعرة فلتكن الثقة موفورة، وليس صحيحا ،أنه كلّما اتخذت الحركة تكتيكا ( ما)،قد لا يفهمه الناظر عن بعد أن ،تقوم بالتبرير والحلف وو .
٧- لنفترض أن الحركة قطعت العلاقة مع إيران لطائفيتها، ومع بشار لعلويته ،ومع السيسي لصهينته ومع فتح لعلمانيتها .. وماذا بعد ؟
٨- وأمّا أن سليماني ،شهيد القدس، فقد قدّم الرجل الكثير الكثير، مما لا يعرفه الناس، ولكن تعرفه الحركة، ثم إن الذي قتله هم اشد خصوم الإسلام، ويظل أن الشهيد هو الشهيد عند الله، والباقي كلام مجاملات .
٩- ولا يقبلن مخلص بتكفير الشيعة جملة،فهذه مغامرة في العقيدة لا نهاية لها، إلا الدواعشية حماكم الله منها .
١٠- وعليه، فما تقدّمه إيران لا تستغني عنه الحركة، وليس له ثمن طائفي،ولا نريد أن نغرق من حيث لا ندري في الرواية الصهيونية الأمريكية عن إيران .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق