أخبارعام

ما الذي حصل في المسجد الأقصى اليوم ؟!

بقلم :زياد ابحيص

١- احتشد ثلاثون ألفا في المسجد الأقصى لصلاة الفجر ، لبّوا نداء “فجر حماة الأقصى” ضمن حملة الفجر العظيم، التي شكّل اليوم ذروتها.
٢- بادر عدد كبير من الشباب في الأقصى إلى وضع المتاريس والاستعداد لصدّ أي اقتحام لشرطة الاحتلال، انطلاقاً من توعّد جماعات الهيكل بتقديم القربان اليوم الجمعة ١٤ رمضان، والقمة الحاخامية في الأقصى مطلع رمضان، والخديعة التي انطوت عليها تصريحات نفتالي بينيت.
٣- تسلّح المرابطون بالألعاب النارية للرد على قنابل الغاز والدخان والرصاص المغلّف بالمطّاط الذي تتسلّح به شرطة الاحتلال، التي كانت متأهبّة على الأبواب، وهذه الألعاب النارية هي ذاتها التي يتصدّى بها الشباب لاقتحامات البلدة القديمة ورأس العامود وسلوان والعيسوية وسائر أحياء القدس، وتوظيفها كأداة دفاعية، ليس غريباً عن بيئة القدس، وهو حق لكي يدافع عن وجوده ومقدساته.
٤- بمجرّد تلقّي شرطة الاحتلال المتحفّزة على الأبواب -وتحديداً داخل باب المغاربة- ضربات الألعاب النارية من المرابطين المدافعين عن أقصاهم؛ بادرت إلى هجوم كامل لتفريغ الأقصى استخدمت فيها قنابل الغاز والصوت بكثافة والأعيرة المغلّفة بالمطّاط من مسافات قريبة، وأوقعت عشرات الإصابات بعضها في العين والرأس، واعتلت سطح المسجد القبلي، وكسرت نوافذ الزجاج، ليطلّ منها قنّاصتها على المعتكفين داخل المسجد ويطلقوا عليهم مختلف أنواع الأسلحة.
٥- إن تحضير قوة لتفريق ٣٠ ألف شخص ، ليس عملاً عفوياً ولا رد فعل؛ بل هو يحتاج لتوفير العدد والعدّة والخطة والأمر بالتنفيذ؛ وأي محاولة لتصوير ذلك باعتبارها “رد فعل” هي ساقطة تماماً، لكونها أولا تخالف الواقع، ولكونها ثانياً تنسى أن وجود هذه القوات بحد ذاته عدوان غير شرعي، وأنها موجودة لغاية محددة وتمتلك رؤية، وهي ليست جهاز حفظ أمن محايد بأي حال من الأحوال؛ وقد سبق لهذا المنطق أن اتهم الجبّارين الثلاثة في ٢٠١٧ بالعمالة، وأنهم مدسوسون حين نفّذوا عمليتهم ضد جنود الاحتلال على باب حطة؛ واعتبرهم هم المخطئين لأنهم قاوموا بالنار في الأقصى؛ كما سبق لهذا المنطق المعتل أن أدان إحراق مخفر شرطة الاحتلال المغتصب في صحن الصخرة في عامي ٢٠١٤ و٢٠١٩، رغم أن شباباً كالورد قضوا زهرة أعمارهم في السجن بسبب اتهامهم بذلك الإحراق؛ ومع ذلك اتّهموا حينها بأنهم “مدسوسون وزعران”؛ ويتساءل المرء هل يمكن لمن يحمل هذا المنطق المأزوم والمنجر إلى رواية الاحتلال، أن يواجه به أسيراً أو أن يضع عينه في عين أم شـ.ـهـيد ؟!

* كاتب وباحث فلسطيني

 (المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق