مقالات

عن تحالف حركة حماس والجبهه الشعبية

بقلم: فهد شاهين *
يبدو أن هناك شبه تحالف علني غير معلن بين حماس والجبهه الشعبية وعموم اليسار الفلسطيني في ساحات العمل الوطني،سواء في غزة أو الضفة أو القدس ،بدأنا كمراقبين نلاحظه يوما بعد يوم خاصة بعد استشهاد نزار بنات.
هذا تحالف مبارك، وهو ليس جديدا، بل في العام 1991م تم تأسيس تحالف القوى الفلسطينية العشرة لرفض اتفاق أوسلو .وفي العام 1993م، أنجز رجال جامعة بيرزيت التحالف بين الكتلة الإسلامية وجبهه العمل، وخاضوا الانتخابات بقائمه مشتركة رفضا لأوسلو.
هذا التحالف غير المعلن لهذه اللحظة واضح أنه تحالف سياسي كما يبدو فحسب… أي أنه تحالف لأهداف سياسية، أهمّها رفض مسار التفاوض والتنازلات التي تقودها السلطة، ولكنه سيبقى تحالفا هشّا ،إن بقي في المستوى السياسي، ما لم ينتقل للمستوى الاقتصادي والاجتماعي، بل لمستويات مقبولة ثقافيا وفكريا.
وإن بقي في المستوى السياسي،فهو محكوم عليه بالفشل، والتجربة خير برهان ،فبمجرد أن تأسّست السلطة في العام 1994م ، سقط التحالف السياسي بين حماس والجبهة، بسبب اجتماعي ثقافي، هو أن اليسار الفلسطيني، انهمك في قضايا اجتماعية ،مثل: حقوق الانسان والمرأة والطفل ومضامين اجتماعية،أعطاها الأولوية في حينه، وحماس لم تكن ناضجة لهذا المستوى من النضال والعمل، وأشك أنها ناضجة له حتى هذا اليوم
ما يهمّني بهذا التحالف ،هو أن يتم رتق الفتق التاريخي بين إسلاميين يفتقدون أدوات الثورة الماركسية الاشتراكية،وإجادة العمل النقابي، ومنها حقوق العمال ،ويساريين يمتلكونها، ولكنهم غير متصالحين مع الدين الإسلامي والتراث العربي الإسلامي.
أتمنى ان يكون هذا التحالف ، باكورة تحالف بين القوى الإسلامية واليسارية في العالم العربي ضمن برنامج يهدف لتثوير إسلاميين اعتاد بعضهم الانزواء عن حركة المجتمع، وتديين يساريين اعتقدوا أن الثورة والتغيير لا يتم إلا بمعاداة الدين بل اقصاءه. ولنا في ماحصل في البرازيل تحديدا ودول أمريكا اللاتينية خير نموذج، حيث تمّت صياغه لاهوت تحرّر لاتيني في بدايات العام 1970م ، أتاح للكنائس الكاثوليكية أن تشارك يسار أمريكا اللاتينية في التحرّر من رقبة الاستعمار الغربي، وما نتائج انتخابات دولة تشيلي قبل شهر ،ووصول اليسار لسدة الحكم فيها مبشّرا بعودة اليسار إلى البرازيل من جديد ،إلاّ ثمرة لهذا اللاهوت التحرّري الكنسي الاشتراكي.
فهل تعملها فلسطين وتصدّ للعالم العربي لاهوت تحرّر إسلامي يساري، بمضامين عربية مشرقية خالصة تعادي المستعمر، وتتصالح مع المشرق تاريخا وثقافه وتراثا..

  • مفكر وناشط حقوقي وباحث.
  • (المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق