مقالات

اعتراف غير مسبوق من السيسي حول الإخوان..!

بقلم : نصر الدين السويلمي *
لأول مرّة، يتحدث زعيم الانقلاب في مصر، المشير عبدالفتاح السيسي، عن كواليس حوار دار بينه وبين السفيرة الأمريكية بمصر، في عام 2011 ،بعد ثورة 25 يناير جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال فعاليات منتدى شباب العالم، الأربعاء 12 جانفي( كانون ثاني/ يناير )2022، إذ قال فيها إن “السفيرة الأمريكية في عام 2011، كانت بتقولي مين اللي هيحكم مصر؟”، وردّيت عليها: “اللي هيحكم مصر الإخوان”، وقالت لي: “طب وبعدين؟”، قلت لها: “بعدين هيمشوا، لأن الشعب المصري لا يُقاد بالقوة وميخشش الجامع والكنيسة بالعافيّة”.
إذا عبارة أو قرار “حيمشوا”، هذه جاءت قبل أن يفوز الاخوان في التشريعيات،ومرسي في الرئاسية، وقبل ان يبدأ سيل التشويه،ويتحوّل الى فيضانات ثم تسونامي. كانت كل الأمور مرتّبة بعلم الأمريكان، ونحن هنا لا نتحدّث عن اعتراف سكرتير أو كاتب دولة أو وزير أو ضابط يمكن الطعن في روايته، بل نتحدّث عن الرقم واحد في الانقلاب والمجازر والمؤامرة برمّتها.
هذا التصريح، لا يعني القوى التي تعادي الاسلاميين، نتيجة خلفيتهم الإسلامية وعلاقتهم بالنص القرآني، ذلك العداء المستفحل لا دخل له بإشاعات قتل وسرقات وفساد وحماس وتآمر وتغوّل ووو.. هذا التصريح الزلزال، يعني فقط أصحاب النوايا البسيطة، الذين ليس لهم أي عداء للمرجعية الاسلامية ولا للقرآن والسنة، فقط انطلت عليهم الخدعة، وصدّقوا تلك الروايات الهتشكوكية التي تم تلبيسها للإسلاميين.. هذا السفاح الأكبر والعدو الأول إلى جانب محمّد بن زايد ومحمد بن سلمان، يعترف بأن الأمر تم التخطيط له قبل وصول الإسلامين إلى السلطة وبعلم الأمريكان.
ما يؤسف أن الكثير من العقول المتوازنة الواعية سقطت ،تحت ضغط الإعلام والنخب والقوادة والصبايحية وموجة الاستئصال وراجمات الالحاد والانتهازية،كل هذه القوى الماكرة ومنابرها الإعلامية الناطقة باسمها والمتحالفة معها، تمكّنت ليس من العبث بعامة الشعوب العربية، بل بخاصتها من أصحاب الافكار المتوازنة، فلطالما سمعنا من بعض القريبين من الثورة من يردّد روايات متحاملة متجنيّة أعدت بعناية من قوى الثورة المضادة المصرية،وقوة المال الرهيب من أبو ظبي والرياض، منهم من قال إن مرسي سقط نتيجة الأخطاء التي قام بها، واتّهمه بالهيمنة وبالقمع وحتى بالعلاقة مع الكيان في تجاوب غبي مع الأجندة النفطية المعسكرة.والأمر نفسه طال التجربة التونسية، ومن فرط البروباغندا الاعلامية المتحالفة مع نخب الاستئصال، أصبح أصحاب العقول الوازنة يهاجمون الحزب التونسي الأول الذي قدّم كل التنازلات، وزعيمه الذي تخلّى عن كل استحقاقات الانتصار الانتخابي ،والذي لم يهاجم ولا تهجّم ولا دخل في خصام مع أي كان، رغم ذلك وتحت تسونامي التشويه، شرب الكثير المقلب، وفشلوا في تحصين عقولهم من عملية تحطيم وشيطنة ممنهجة دامت لعقد كامل.. وردّدوا ما تردّده البباغوات المسلوبة بفعل الإعلام والنخب النافذة.

  • كاتب تونسي.
  • (المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق