أخبارعام

أعنف هجوم يشنّه شبيلات على إخوان الأردن يقابله الإخوان وأنصارهم بهجوم مضاد هو الأعنف

ليست هي المرّة الأولى، ولن تكون الأخيرة، التي يسلّط فيها، الشخصية السياسية الأردنيّة المعارضة الشهيرة، المهندس ليث شبيلات، لسانه المعروف بحدّته وسلاطته ، على جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، التي اعتادت على نقده اللاذع والحاد لها،خلال العقود الثلاثة الماضيّة. وتعاملت قياداتها غالبا مع نقده المستمر، بالتجاوز والتجاهل، والابتعاد عن الدخول في مساجلات ومناكفات معه.
ولكن المقطع المرئي، الذي انتشر بشكل مفاجئ وواسع النطاق،على مواقع التواصل الاجتماعي ، يوم أمس ( الخميس)،تضمّن هجوما من شبيلات هو الأعنف والأقسى ، ضد جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، إذ وصفهم ب” المجرمين” و” والفاسدين “، و” العكاريت “،و” الكذّابين”، ودعا عليهم قائلا: ” يِخْرِبْ بيتكم”، ” والله لا يوفّقكم” !
هذا الهجوم غير المسبوق من شبيلات، أثار عاصفة من التعليقات والردود المضادة،وفق القاعدة الفيزيائيّة، التي تقول: ” لكل فعل رد فعل، يساويه في المقدار، ويعاكسه في الاتّجاه”، لذا صدرت ردود سريعة، من شخصيات إخوانيّة حاليّة وسابقة، اتّهمت شبيلات ب” النرجسيّة”،والاستعلاء، والكِبْر،والجحود، ونكران الجميل، والمرض النفسي، والردح، والشتم، والتخريف،وغيرها من الصفات والخصائص النفسيّة السلبيّة.
الصيدلاني أحمد نجل القيادي الإخواني الراحل الشهير( زياد محمود أبوغنيمة)، كان في مقدّمة الذين ردّوا على شبيلات، إذ جاء ردّه دون أن يذكر شبيلات بالاسم، على النحو التالي:
{وصلني من عدة أصدقاء، تسجيلا صوتيّا منسوبا لمن يُطلقون عليه ” المُعارض الأوحد” ،يشتم فيه ويردح للإخوان المسلمين !!!
ولأن التسجيل، يحمل لُغة سُوقيّة، لا يمكن مناقشتها أو الرد عليها، لأنها استمرار لاسطوانة الردح التي اعتدنا عليها من ” المُعارض الاوحد “؛ الذي ينسى دائما أنه لولا الإخوان المسلمين الذين تبنّوه وحملوه على أكتاف تنظيمهم ” الذي يشتمه في التسجيل ” منذ اواخر سبعينيات القرن الماضي، لما سمع به أحد في عالم السياسة في الأردن.
ليس أول الناكرين أو الجاحدين أو الشاتمين، ولن يكون آخرهم بالتأكيد.
باختصار؛ ” المُعارض الأوحد ”،يريد أن يرى الإخوان المسلمين وقوداً لثاره مع النظام !!!
والإخوان لا يُقدسون التنظيم، كما يزعم في تسجيله البائس، وإنما يضعون مصلحة الوطن فوق مصلحة تنظيمهم ، والشواهد على ذلك كثيرة منذ عقود.
اشتم الإخوان كما تشاء، واردح كما تريد؛ فقافلة الشاتمين والرداحين طويلة جدا؛ ولا يضير الإخوان إضافة اسم جديد قديم.
وأمّا عضو المكتب التنفيذي لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، معاذ عبدالمجيد الخوالدة، فقد كتب منشورا على صفحته على ( فيس بوك)، جاء فيه:
{ماكنت أتوقع أن النرجسية مرض فتّاك، يورد صاحبه المهالك حتى تعمى البصائر ، فهل ينسى الرجل وهو يجهر بالإصلاح ويطالب به ،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((ليس المؤمن بالطعّان، ولا اللعّان، ولا الفاحش، ولا البذيء))، فأي نصيحة تلك التي يهذي بها ،وكلها فحش ولعن وبذاءة في الألفاظ، وأي حق ذلك الذي يدعو اليه فيحتاج منه لكل ذلك القدر من الشتائم واللعن والكذب والتدليس!!
ولكن حسبنا الله ونعم الوكيل فهو المطّلع وحده كم رفضت هذه الدعوة المباركة من صفقات وأثمان على مدار تاريخها حتى اليوم، وكم أبت أن تساوم بمقدار أنملة، على مصالح الوطن والأمة ،وجعلت مصالحها الذاتية آخر همّها، بل إنّها دفعت أثماناً باهظة، لصمودها في وجه أخطبوط الفساد والاستبداد وأذرعه.
هذه الدعوة بنيان راسخ ،يعمل بالصناعات الثقيلة؛ صناعة العقول والأفكار، وبناء الإنسان ،هي مصنع للرجال المخلصين العاملين لدينهم ووطنهم وأمتهم، مهمتها عظيمة كبيرة، في إطار الغايات العظمى التي أمرنا بها خالقنا جل في علاه، وعندما نستحضر هذه المعاني، نمضي دون التفات لمعارك جانبية وحرائق مفتعلة، فالغايات كبيرة ،والحمل ثقيل ،والطريق طويل ،والتوفيق من الله ، وما علينا سوى بذل الجهد والأسباب وإصلاح نفوسنا إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا}.
وكان لافتا دخول القيادي الإخواني السابق، والوزير والسفير اللاحق، د. بسّام العموش، على خط المنتقدين لشبيلات، إذ كتب قائلا:
{هذا واحد مريض، يؤمن بالمزايدة على الناس ،وأن لا أحد يفهم في البلد إلا هو . ليتفضّل وليحرّك الناس نحو ما يريد. الإخوان لهم فضل عليه ،فقد قدّموه لنقابة المهندسين، وقدّموه للبرلمان ( وكان لي دور في ذلك) ،وعملوا للإفراج عنه يوم كان في السجن ( وكان لي دور في ذلك) ، لكنه أول الطاعنين .
للتاريخ ،كنتُ أحد المجادلين من أجل ترشيحه عام ١٩٨٤ ،وكان من هذا الرأي الراحلون ( يوسف العظم وإسحاق فرحان وأحمد الأزايدة )، بينما كان ضده الراحل محمد عبدالرحمن خليفة(أبوماجد) . وخلال حملته الانتخابية ،جاءني إلى بيتي في الزرقاء، وكان معه سالم الخوالدة ،وطلب أن اسانده في الإخوان ،وفي القبيلة، ولما نجح لم يقل شكرا” .وهناك قصص كثيرة، منها قصتي معه في العفو العام ،يوم كان سجينا في سجن (سواقة)}.

ولم تقتصر الردود على أحمد أبوغنيمة والخوالدةوالعموش ، فقد كتب العشرات ردودا وتعليقات قاسيّة،كان من بينهم: نقيب الأطباء الأردنيين سابقا، د. طارق طهبوب، الذي وصف شبيلات بالنرجسيّة،والقيادي في حزب الشراكة والإنقاذ، المهندس حسّان ذنيبات،الذي قال:”يكفيه أنه معجب ببشار الأسد،وحسن نصرالله ومع إيران ،وهكذا من يؤيّد جرائم بشار لايرجى منه خيرا”.والداعيّة غازي المعايطة ، الذي علّق على شبيلات قائلا:
{الذي يعيش حالة من النرجسية المستحكمة عنده ،لا يهاجم الإخوان فقط، بل يهاجم كل الشعب و لا يرى فيه رجال ،مع أنه ليس عنده إلا الشتم و التقليل من شأن الآخرين، علما أنه ليس له أثر إيجابي في واقع حياة الشعب…إمكانياتكالتي تستخدمها في شتم الآخرين ،لماذا لا تستغلها في إحداث أثر إيجابي في واقع حياة المجتمع أو تحرّره…سمعته يقول: إن الإسلاميين، هم سبب انتشار الشيوعية، لا أدري كيف توصّل إلى هذه النتيجة، إلّا أن يكون كلامه افتراء عليهم !!}.وكان تعليق التربوي والداعيّة ، عمر حتاملة، هو الأقسى، عندما قال :{ خرفن إي والله خرفن…هو صاحب مقولة إذا أقيمت للإسلام دولة، لايصلح لها قائدا إلا أنا…..كِبْر عجيب غريب منذ عرفته من الثمانينات}.
الجدير بالذكر،أن المهندس ليث شبيلات،اقترب من بلوغ الثمانين من عمره، وهو من مدينة الطفيلة، ووالده هو فرحان شبيلات، الذي عمل سفيرا ومستشارا للملك عبدالله الأوّل( جد الملك حسين)، وقد شغل ليث منصب نقيب المهندسين الأردنيين، أكثر من مرّة ، مدعوما من التيار الإسلامي، الذي يقوده الإخوان المسلمون، كما فاز بعضويّة مجلس النوّاب مرّتين.
ويقيم شبيلات حاليّا في مدينة إستانبول، التي هاجر إليها، منذ عاميّن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق