أخبارعام

بعد عودة شبيلات إلى إستانبول … تمخّض الجبل فولد فأرا !!

غادر نقيب المهندسين الأردنيين سابقا، المهندس ليث فرحان شبيلات، العاصمة الأردنيّة( عمّان)، فجر يوم الجمعة ( ٢٠٢٢/٢/٢٥)، عائدا إلى مدينة( إستانبول) ، بعد زيارة مفاجئة قام بها إلى الأردن ، مكث فيها أسبوعين ونيّف، وأطلق خلالها سلسلة من المقاطع المرئيّة التي واصل فيها الهجوم على النظام الأردني ورأسه، إضافة إلى قيادة جماعة الإخوان المسلمين في الأردن ! … وكان لافتا تعامل النظام الأردني مع شبيلات، فقد دخل من مطار الملكة علياء الدولي وخرج منه، دون أن يتم وقفه أو سؤاله، وكذا الأمر خلال فترة وجوده في الأردن، فلم يتعرّض له أحد على الإطلاق. ولا شك أن ذلك أثار استغراب الكثيرين،إذ إن شبيلات تجاوز ” الخطوط الحمر ” أردنيّا، وكان يمكن اعتقاله بتهمة ” إطالة اللسان”، وفق القانون الأردني، ولكن موقف النظام اتّسم بالذكاء، فقد قرّر عدم التعرّض له، أو اتًخاذ أي إجراءات قانونيّة أو قضائية ضده.
وقال مراقبون سياسيون مختصون ومهتمون بالشأن الأردني، ل ( كواليس ) ، إن موقف النظام يعود إلى الأسباب التاليّة:
١-عدم إحياء ظاهرة ليث شبيلات من جديد، وهو الذي غاب عن المشهد السياسي، لسنوات خلت، وعدم تحويله إلى بطل ” وطني”، يلتف حوله ” الحرَاكيون”، الذين يبحثون عن رمز لحَراكهم، الذي يتصاعد ويخفت ، منذ عقد من الزمان.
٢-السقف السياسي المتدنّي الذي يطرحه شبيلات، فهو لا يطالب بتغيير النظام الهاشمي ولا إسقاطه، كما يرفض النزول إلى الشارع، وكل ما يطالب به، هو النضال عبر الشبكة العنكبوتيًة، بإطلاق وسم ( هاشتاغ ) يفوّضه لاسترداد الأموال المنهوبة على حد قوله !
٣- شبيلات بلغ الثمانين من عمره،وسيجلب اعتقاله ” صداعا” جديدا للنظام، من قبل منظمّات وجمعيات حقوق الإنسان، والدول الغربيّة،لأن عنوان الاعتقال يتعلّق يما تراه حريّة للرأي، وطوال محاكمته واعتقاله، ستكون قضية شبيلات قضيّة رأي عام، ستوفّر ” ذخيرة حيًة” لخصوم النظام ومعارضيه ومناوئيه.
ويقول المراقبون السياسيون: إن حالة من الإحباط تسود أوساط مناصري شبيلات ومؤيّديه، فقد كانوا يتوقّعون أن تكون عودة شبيلات من ملجئه السياسي، هي عودة لقيادة الشارع الأردني، والنضال من أجل تحقيق الديمقراطيّة والحريّة ومحاربة الفساد، ولكنهم فوجئوا بأن شبيلات، عاد فقط لإيصال رسالة إلى ناقديه، بأنه لم يرفع السقف السياسي، في نقد النظام،لوجوده خارج البلاد، لذا جاء متحدّيا خصومه وناقديه، بأنه ليس خائفا، وأنه قادر على الحديث في قلب عمّان !…ويضيف المراقبون، إن بعض أنصار يتساءلون قائلين: لقد فوّضنا شبيلات باسترداد الأموال المنهوبة، فماذا سيفعل لتحقيق ذلك، وهو قد عاد إدراجه إلى إستانبول، حيث الماء والخضراء والوجه الحسن !
لقد لخّص أحد المراقبين عودة شبيلات المفاجئة إلى الأردن، ثم عودته السريعة، دون إنجاز أي خطوة عمليّة، فيما يتحدّث عنه بالمثل العربي القائل: تمخًض الجبل فولد فأراً !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق