أخبارعام

الحاج شعبان هو الذي يقف وراء إصدار ” أمر العمليات” بمحاصرة زيارة مشعل

بقلم: أوّاب إبراهيم المصري

اليوم فقط ، يمكن فهم الحملة الشعواء التي كانت تشنّها جريدة الأخبار على مدى السنوات الماضية على قائد حركة حماس في الخارج خالد مشعل.اليوم فقط، يمكن إدراك حجم الغضب الذي حمله محور كامل تجاه قائد (قطاع الخارج) لأكبر وأشرف وأنظف وأطهر حركة مقاومة في العصر الحديث.غضب انطلق من بلاد فارس، وامتد إلى عواصم عربية أخرى، ليستقر هذا الغضب في ضاحية بيروت الجنوبية.اليوم فقط ،كشف هذا المحور عن مقدار الحنق والاستياء من إقدام حركة حماس بقيادة أبي الوليد على الخروج من سوريا بعد اندلاع الثورة فيها، وتنكيل النظام السوري بأبناء شعبه.
بدأت الحكاية مع عزم خالد مشعل على زيارة رسمية للبنان، للقاء المسؤولين اللبنانيين، سياسيين وأمنيين ورؤساء أحزاب صديقة وقادة مقاومة حليفة ورجال دين. فزيارة الرجل للبنان كانت قبل أكثر من عشر سنوات (2010)،كان حينها رئيساً للمكتب السياسي لحركة حماس. في تلك الزيارة التقى مشعل كبار المسؤولين اللبنانيين، من بينهم رئيس الجمهورية آنذاك ميشال سليمان، ورئيس مجلس النواب (آنذاك وقبل ذاك ومازال) نبيه بري ،ورئيس الحكومة حينها سعد الحريري. وبالعودة للأرشيف المصوّر لتلك الزيارة، من المفيد التذكير بأن الوفد المرافق لمشعل، كان يضم: نائبه موسى أبو مرزوق، وعضويْ المكتب السياسي عزت الرشق ومحمد نصر، إضافة لممثل الحركة أسامة حمدان. الوفد نفسه رافق مشعل في زيارته قبل أيام إضافة لآخرين، لكن غاب عنه هذه المرّة محمد نصر وأسامة حمدان.
تقول الرواية التي ربما تمتّ للواقع بصلة،إن رجلاً ذو نفوذ، يُقال له الحاج شعبان (اسم مستعار) ،هو الذي أصدر أمر العمليات بمحاولة محاصرة زيارة قائد حماس في الخارج للبنان،وسعى للضغط على المعنيين لإلغاء اللقاءات التي كان يعتزم مشعل القيام بها خلال الزيارة. نجحت مساعي الحاج شعبان جزئياً، لكن مآربه التي استاء منها الفلسطينيون واللبنانيون أعطت أبا الوليد زخماً واحتضاناً وتأييداً مضاعفاً، ومساعي العزل ومحاولات التضييق التي ظنّ الحاج شعبان ،أنه سينجح بفرضها أعطت معنى جديداً للزيارة، دفعت أبو الوليد أكثر إلى محيطه الطبيعي، وإلى المكان الذي ينتمي إليه، بين أهله وناسه ومحبّيه من أبناء الساحة الإسلامية فلسطينيين ولبنانيين.مساعي الحاج شعبان ، برفض تأمين الحماية كانت مفيدة كي يقضي مشعل أيام زيارته في مدينة صيدا المقاوِمة برعاية وحماية أبناء شعبه، على مقربة من المخيّمات الفلسطينية المحيطة بالمدينة، بعيداً عن بيروت وضاحيتها الجنوبية، وعلى مسافة ليست بعيدة عن الحدود اللبنانية الفلسطينية.
“حزب الله” الذي يحمل لواء المقاومة وتحرير فلسطين، لم ينتبه لوجود قائد المقاومة الفلسطينية في الخارج على أرض لبنان، وكان منشغلاً بشؤون خاصة دفعته للاعتذار عن استقباله.لم يصدر عن قادة الحزب أي موقف سلبي تجاه مشعل وزيارته، لكن ما لم يصدر عن القادة عبّر عنه آخرون يدورون في فلك القادة ويفهمونها “على الطاير”. فخرجت من بعض الشخصيات القريبة من الحزب مواقف وآراء وتعليقات انتقدت زيارة مشعل وأساءت للرجل، وعبّرت بصراحة أنه “غير مرحّب به”، وكانت هذه المواقف كفيلة بكشف المواقف المتداولة داخل الغرف المغلقة ووراء الجدران السميكة.
لم تسنح لأبي الوليد فرصة لقاء رئيس الجمهورية، ولا رئيس مجلس النواب ولا آخرين، كان تمّ الترتيب للقائهم، كما لم تسنح له الفرصة لإلقاء كلمة في الاحتفال المركزي الذي جرى التحضير له في مدينة صيدا لإحياء ذكرى انطلاقة حركة حماس، بعدما تمّ سحب ترخيص الاحتفال لأسباب غير مفهومة(!!)، لكن المتابعين لزيارة أبي الوليد، أكّدوا أنها الزيارة الأكثر التصاقاً بالحاضنة الشعبية الطبيعية لحركة حماس من أبناء الشعبين الفلسطيني واللبناني، بعيداً عن الحواضن المصطنعة التي أرادت عزل الرجل، فكانت النتيجة المزيد من الترحيب والاحتفاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق