مقالات

قتل بنات فعل شيطاني يريد حرف البوصلة عن العدو الصهيوني

عصام السعدي*
إنه لشيطان، ذلك الذي أصدر أمره بقتل نزار بنات… والله ما أراد من ذلك سوى حرف الاتجاه، عن العدو الصهيوني، وتفتيت وحدة الشعب، التي تجلّت في مناصرة قضية القدس والشيخ جراح وسلوان، والتي بلغت أوجها في معركة سيف القدس، في دعم المقاومة، والالتفاف حولها، ومناصرة الشعب العربي وشعوب العالم لها، فصارت سلطة أوسلو، خارجة عن الإجماع، ومنبوذة ومهزومة ومٌهانة. فكان لا بد لهذا العقل الشيطاني، من صناعة حدث، يشغل الناس عن مقارعة الاحتلال، وينسيهم ما حقّقوه من إنجازات في الشهرين الأخيرين.
إن التعامل مع هذا العقل الشيطاني، الذي يسعى إلى التفريق والفتنة، يتطلّب وعيا بمراده وأهدافه.
فنحن أمام عدوين، باتا واضحين، أحدهما نجمع جميعا على عداوته، وهو الاحتلال. والآخر هو سلطة أوسلو، التي توجد بين صفوف شعبنا، حماية للاحتلال، ومنعا لأي انتفاضة، أو انتصار على الصهاينة. لكن هذه السلطة، تختطف بعضا من مؤسّسات شعبنا، التي كان لها مكانة عالية، في نفوسنا، مثل حركة فتح،ومنظمة التحرير الفلسطينية
واليوم، مع انكشاف هذه السلطة، تماما، إثر الاغتيال المروّع لنزار بنات، فإنها تحاول حرف النقمة العارمة عليها، وزجّ حركة فتح، في مواجهة الشعب، كما حصل بالأمس في رام الله. فهذه السلطة تدرك أنها سقطت، من نفوس شعبها، وتدرك أن بقاءها مرهون بتوسيع.جبهة مناصريها، ووضعهم كرأس حربة، في صدور انتفاضة الجماهير على السلطة الفاسدة المستبدة المرتبطة بالاحتلال.
إن إسقاط هذه السلطة، سيكون سريعا، إذا واصل شعبنا التركيز على مقارعة الاحتلال، ومشاريعه، ومستوطنيه، في القدس والشيخ جراح وسلوان وجبل أبو صبيح. فهذا سيجعل حركة فتح مُحرَجة أمام شعبها، وقد يدفع بها، أو بالمخلصين الوطنيين فيها إلى الابتعاد عن السلطة، والنأي بأنفسهم عن جرائمها. يجب إقامة هذا الحاجز بين فتح والسلطة، ويجب الحديث مع أبناء فتح المخلصين، كي يتخلّصوا من عبء السلطة، ويعودوا إلى حضن شعبهم، يحب تشجيعهم على ذلك بكل الطرق…
إن أكبر هدية للاحتلال والسلطة، هو الفتنة، وهو زجّ حركة فتح في معركة ليست معركتها.
يجب أن تبقى سلطة أوسلو ورموزها معزولين، ووحيدين، في هذه المعركة، ويجب أن يبقى شعبنا موحّدا في التأشير على فساد السلطة، وارتباطها بالاحتلال، وتنسيقها الأمني مع جيشه…
هذه السلطة ضد حركة فتح، ابتداء، وأول ما فعلته، هو القضاء على عقيدة فتح الوطنية، وتحويل الفدائي إلى جلّاد لشعبه.
يجب استعادة حركة فتح، وعلى أبناء حركة فتح المخلصين، أن يقولوا كلمتهم، وأن ينحازوا لشعبهم، فهذه السلطة ضدهم، أولا، وتريد وصمهم بفسادها، وجرائمها، وارتباطها بالاحتلال.

*شاعر وكاتب فلسطيني

 (المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق