مقالات

يوفّرون الحماية لعمرو دياب وماجدة الرومي ولا يوفّرونها لهنيّة ومشعل !

عبدالهادي راجي المجالي*
سيأتي عمرو ذياب للعقبة … أهلا أهلا … وستغنيّ ماجدة الرومي في جرش … أهلا أهلا …
وزير الثقافة ومدير مهرجان جرش ..برُروا إحضار ماجدة،وبعض المطربين الذين يتحلّون بفائض من المياصة، بأن الأردن يريد أن يحافظ على سمعته الفنية ..أهلا أهلا ..
في الوقت الذي يحقّق فيه( الفلسطينيون)،معجزات النصر وبدايات التحرّر ، وكل البلد تنقاد حبا لزكريا الزبيدي، يؤكّد مدير مهرجان جرش على أهمية السمعة الفنيّة للأردن.
في الوقت الذي يتهافت فيه الشعب، على سيّارة ( إسماعيل هنيّة وخالد مشعل)،على باب مسجد الجامعة الأردنيّة ،أثناء تشييع إبراهيم غوشة،وللأسف كانوا يركبون سيارة سياحية،لم تتبرّع الدولة ولو بسيارة رسمية لهم ، ستوفر لماجدة الرومي مرسيدس،ومرافقين وأمن، وستوفر لعمرو ذياب كوادر أمنية لحمايته ،وربما سيارة مصفّحة.
هل يقرأ مفوّض السياحة في العقبة ووزير الثقافة الحالي ، الذي ظنناه في لحظة ..قادر على إحياء مشروع وطني حقيقي … هل يقرأون حجم التماهي الشعبي مع المشهد( الفلسطيني) … هل يقرأون انتظار الشعب فتح الحدود مع سوريا .. هل يقرأون انعطافات الوجدان الأردني تجاه القضيّة الفلسطينيّة…
لو يعرفون القراءة،لما احتقروا وجدان شعب،أطفأ الفقر نور نواظره ،ولما انتجوا كل هذا الابتذال في مشهد متناقض ملتبس ومؤلم …. ففي الوقت الذي تدفع فيه ( غزة) مئات الشهداء ، وفي الوقت الذي يصبح الأسير الفلسطيني حالة عالمية ملهمة … في الوقت الذي بقينا فيه وحدنا نقاتل .. ضمن مشهد عربي مطبّع، يريد شطب القضية ، وتهميش الوصاية … يريد أحلامنا ركاما ..وعبر ركام أحلامنا تطلّ “إسرائيل” على كل المنطقة، في ظل هذه المؤامرة، تسلّم الدولة مقاليد الوجدان الأردني لعلي العايد وشرحبيل ماضي … أهلا أهلا ..
ويتم الالتفاف على قضية،أنفقنا فيها الدم،ودفعنا ثمن الحصار وهمشّنا ،واكتوينا بحراب أبناء العمومة …يتم الالتفاف عبر التحالف مع عمرو ذياب وماجدة الرومي ..
أبشّركم، ستشاهدون قريبا في العقبة ، مراهقة تصعد للمسرح لأجل قبلة من عمرو ذياب،وسيدة بكامل قيافتها الكحولية تتراقص على أنغام هذا (ال* )…ستشاهدون أيضا ،مجموعات من الشباب في قمة المياصة الوطنية، قد ذابو شوقا على وفي أغاني ماجدة …وفي النهاية،سلّمت مفاتيح الوجدان الأردني لعلي العايد وشرحبيل ماضي وغيرهم.. أهلا أهلا …
ويحدّثونك عن الوطن، يحدّثونك عن تضحيات الأردني…يحدّثونك عن بيارق الثورة العربية،يحدّثونك عن باب الواد واللطرون…يحدّثونك عن الشهداء والسيوف… يحدّثونك عن كل هذا ، لكنهم…
كاذبون كاذبون، جملة وتفصيلا ونهجا .. هم يرون الوطن في شفاه ماجدة الرومي،وولدنة عمرو ذياب …فقط.
تذكّر يا علي العايد ، أننا نشاهد الوطن في كتاب الله ،ونشاهده في صيحات من كبّروا حين اشتد القصف على غزّة… تذكّر أننا نشاهده في حواف مقامات جعفر وزيد وعبدالله ..وتذكّر أننا نشاهده …في عيون من حاول الفقر سحق كرامتهم ..لكنهم صبروا ومضغوا لقمتهم مع البلوى ومضوا…تذكّر أننا نشاهد البلد في أكفّ الضارعات إلى الله …في اللواتي التزمن العفة منهجا،والكرامة ديدنا ….
تذكّر أن هنالك ربا سيحاسب ، وتاريخا سيرجم …
هذا الوطن ،وبصراحة متناهية لم يبق له غير الله …لم يتركوا لنا مجالا فيه غير الدعاء، وأجزم أن عدالة السماء ستنتصر لنا.

*كاتب أردني ساخر

(المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق