مقالات

لا تتّهموا حماس بالعنف، فاتّهامكم لها الآن باطل !

منذر إرشيد*
بعد فضيحة الأيام الماضية ،وبعد جريمة قتل نزار بنات، خرجت تظاهرات ضد السلطة، قوبلت بالعنف والقسوة ،فأصبح عند( الغولة عرس) ،وهات يا بوستات من الحمساويين، وأغرقوا منشوراتنا بتعليقاتهم الشامتة ،وبصور القمع في رام الله ، وأخذ البعض منهم يقول:(شوفوا سلطة رام الله والارهاب الفتحاوي)
،قابله رد فعل من قبل الفتحاويين ،فانتشرت الصور على مواقع التواصل الاجتماعى،لما فعلته حماس قبل خمسة عشر عاما من مجازر في غزة ..الآن تذكّرتم..!؟
وقد حدث ذلك فعلا، وشهدنا أيامها اسبوعا أسودا رهيبا، إذ تم قتل ما يقارب مائة مواطن فلسطيني، وجرح وتكسير،وبتر أطراف المئات أيضا…كانت مشاهد تقشعر لها الأبدان في تلك الفترة الغابرة،واستمرت حماس بأعمالها القمعية من قتل طوال سنوات، حتى الأفراح والأعراس قلبوها إلى مآتم !
ولكن ما فعلته حماس في غزة ،لا يبرّر ما فعلته السلطة في رام الله مؤخّرا!
بكل بساطة،خرجت قيادات حركة فتح سالمة ،وسلّمت غزّة لحركة حماس مفروشة،بمؤسّساتها، وبكل ما يلزمها من إمكانات ،وتركت أبناءها من كوادر وأفراد، تحت رحمة حماس، طيلة عقد ونصف
اليوم يتشاطر ويتذاكى بعض الناشطين الفتحاويين، كي يثبتوا جرائم حماس !
للأسف، سكتوا دهرا،وبعد ذلك تصالحوا مع حماس، وأعدوا العدّة لقائمة مشتركة، فصرخ الفتحاويون:
كيف هذا وقد أجرموا بأبنائنا ..!؟
قال جبريل الرجوب، ومعه صالح العاروري:(عفا الله عما مضى، نحن أبناء اليوم )!
واليوم، يركّز الإعلام كلّه على ما فعلته السلطة الآن،وليس مافعلته حماس قبل سنوات …لماذا أقول ذلك ؟!…لأن ما حصل في تظاهرات اليومين الماضيين من ممارسات، ونزول شارعين متناقضين،لهو دلالة على أننا لا نستحق الحياة فما بالك بالنصر..!
اليوم تأجّجت نار الفتنة والصراع بين الإخوة،شارعين يضرب بعضهم بعضا ،والإسرائيلي يرقص طربا،ففي القدس تنفّذ الخطة،وهدم البيوت يكتمل …. ولا يدرك ذلك بعض الفتحاويين البلهاء من جوقة الذباب الإلكتروني،وهم أكثر فئة مدمّرة لفتح والسلطة، لما يتمتّعون من سفالة وانحطاط، ويظنّون أن نشرهم لمجازر حماس بأثر رجعي ،لا يقابله نشر صور حديثة لقمع السلطة الحالي،ناهيك عن تسريب أسلوب قتل نزار بنات البشع .!
فالجرائم كان يمكن أن يؤكّدوها على حماس قبل خمسة عشر عاما، والحديدة حامية في غزة، بتوثيقها بشكل منهجي ، ولكنّها اليوم، ما عادت تنفع إطلاقاً بعد جلوسنا مع حماس ،وإقرارنا بأنها حركة مقاومة فلسطينية،وأنهم جزء منا، فأفعال حماس في الماضي، ليست مقياسا لإدانتها،حتى لو نشرتم كل فظائعها السابقة، ما دام الرئيس محمود عبّاس قالها بعظمة لسانه في الأمم المتحدة:حماس ليست إرهابية !
اليوم جريمة قتل بنات مع صرخات الشارع والعنف المضاد،هي الصورة الماثلة أمام العالم ، وليس لحماس أي صورة الآن ! …إذا ً من سيكون الإرهابي، وقد برّأنا حماس أمام العالم..؟!
العالم اليوم، غاضب على ما يجري في الضفة الغربيّة،وليس ما يجري في غزة …!؟
فكيف ستتصرّفون، ومن سيشيل الحجر والزير من البير..!؟ومن سيعيد لفتح هيبتها وللسلطة مكانتها،
وحماس تجول العالم ،وهي تحمل سيف القدس.!؟

*قيادي فتحاوي مخضرم

(المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق