بعد عشرة شهور فقط، من تولّيه رئاسة الجمهوريّة التونسية، كتبنا في موقعنا تقريرا، حمل عنوانا مثيرا ، (قيس سعيّد… كان صرحا من خيال فهوى!)… في هذا التقرير الذي نشر في( ٢٠٢٠/٨/٢٠)، ختمنا التقرير بالعبارة التاليّة: (ويبدو أن سعيّد، الذي ذاع صيته بعد الثورة التونسية، من خلال مداخلاته التلفزيونية، واعتاد التأكيد أنه لا يبيع “الأحلام”، بدأت حقيقته تنكشف، وبدأ يصدق فيه قول الشاعر : “كان صرحا من خيال فهوى” ! … وكل الخوف أن يأخذ الثورة التونسية معه إلى الهاوية !)… من المؤسف أن مخاوفنا تلك صدقت،وها هو سعيّد، يأخذ الثورة التونسيّة إلى الهاويّة، فقد نفّذ ” انقلابا أبيض” في الخامس والعشرين من تمّوز( يوليو) ٢٠٢١م، ليصبح شهر الانقلابات، بعد أن نفّذ عبدالفتاح السيسي، انقلابا غاشما ، في الثالث من تمّوز (يوليو) ٢٠١٣م، أي قبل ثمانيّة أعوام ! انقلاب سعيّد، جاء ” ناعما”، وليس دمويّا، كما الانقلاب في مصر،لاعتبارات تتعلّق بخصوصية الوضع التونسي،ولكن من السابق لأوانه، إعطاء أحكام نهائية، لأن تطوّر الانقلاب في تونس، والاتّجاهات التي سيسلكها،ستعتمد على مقاومة الشعب التونسي للانقلاب، وموقف القوى الإقليميّة والدوليّة منه. ما يزال الغموض، هو سيّد الموقف ، فالرئيس المنقلب على الديمقراطيّة، يواجه مآزق دستوريّة، والقوى الإقليميّة والدوليّة، تراقب وتتابع الموقف بحذر ، على الرغم من أن فرنسا ومصر والسعوديّة والإمارات، هي التي تقف وراء الانقلاب في تونس، وإن كانت تتّخذ مواقف حذرة إعلاميّا. أما القوى اليسارية والقوميّة والعَلمانيّة، في العالم العربي، فغالبيّتها أيّد الانقلاب، تماما كما أيّدت انقلاب السيسي، بسبب ” عقدة” الإسلاميين عموما، والإخوان المسلمين خصوصا، فهم مع ديمقراطيّة لا يقودها الإسلاميّون، أو يكونوا جزءا من قيادتها.
يمكن قراءة التقرير الذي نشر في موقعنا، بتاريخ ٢٠٢٠/٨/٢٠ على الرابط التالي: