أخبارعام

انقلاب تمّوز العسكري في تركيّا في ذكراه السنويّة الخامسة

أحيت تركيّا، يوم الخميس الماضي ، الذكرى السنويّة الخامسة لانقلاب تمّوز العسكري، الذي استهدف إسقاط النظام الذي يقوده، رجب طيّب أردوغان،وولكن الانقلاب فشل فشلا ذريعا.
وفيما يلي مقالة، كتبها الكاتب السوري الكردي( عادل حنيف داوود)، تتناول خلفيات الانقلاب، الذي نفّذته منظمة (الخدمة)، التي أسّسها( فتح الله جولن).
منظمة فتح الله كولن، أو التعريف الرسمي التركي له : التنظيم الموازي FETÖ (منظمة فتح الله كولن الإرهابية Fethullahçı Terör Örgütü)،هي منظمة أسّستها الولايات المتحدة الأمريكية في تركيا، عام1962م، بقيادة الشاب (آنذاك) فتح الله كولن، وهدفها هو : الترويج لدين إسلامي مزيّف أمريكي !!!. وبالتدريج،تغلغل هذا التنظيم في مفاصل الدولة التركية، بهدوء وبذكاء ودهاء، وبحلول عام 1997م ،اشتركوا في الانقلاب على نجم الدين أربكان، وكانوا قد سيطروا على : الأمن العام والجيش والقضاء والتربية والتعليم والإعلام، وانتشروا كالسرطان في المجتمع التركي، كما انتشروا في 157 دولة حول العالم. وفي عام 2003م ،عندما استلم الحكم رجب طيب أردوغان، لم يصطدم معهم مباشرة، لأنه كان يعرف قوّتهم وسيطرتهم،ولكن لأن الدهاء يحتاج دهاء، والمكر يحتاج مكرا، خطّط أردوغان بهدوء للتخلّص منهم،فأحسّوا بخطط أردوغان ،وحاولوا الانقلاب عليه عسكريا أوّل مرّة في 27 نيسان 2007م ففشلت المحاولة، ثم تكرّرت محاولاتهم في أعوام : 2009م و 2010م و 2011م و 2012م،و 3 مرات عام 2013م !!!!. وفي عام 2013م،أعلن أردوغان الحرب عليهم علنا،وبدأ بإغلاق مدارسهم التعليمية، فأحسّوا بالخطر، واتّفقوا مع حزب العمال الكردستاني PKK ،وذارعه السياسي في البرلمان التركي (حزب الشعوب الديمقراطي HDP )،وأشعلوا فتيل حرب الشوارع في 13 ولاية شرقية، ذات الأغلبية الكردية في صيف 2015م ،واستمرت حرب الشوارع 7 أشهر، وانتهت بهزيمة ال PKK ،وتدمير شبه كامل أو جزئي في تلك المدن، وأخيرا في 15 يوليو تموز 2016م وبإيعاز أمريكي مباشر قاموا بمحاولتهم الانقلابية، وهم على يقين أن محاولتهم ستنجح 100% ،لكنها فشلت لأسباب كثيرة أهمها :
● قيام الضابط عمر خالص مدير، بقتل قائد الانقلاب الجنرال سميح طرزي.
● ظهور الرئيس أردوغان على قناة تلفزيونية، دعا فيها الشعب للتصدّي للانقلابيين.
● استجابة الشعب ،والخروج للشوارع والوقوف بصدور عارية أمام الدبابات.
● عدم تنفيذ أوامر الانقلابيين، من قبل الجنود والضباط، الذين لم يكن لهم ارتباط لا بالانقلابيين، ولا بالتنظيم.
● تحرّك الخلايا النائمة لحزب الحركة القومية MHP، بسرعة فائقة، وتهييج الجماهير بشعارهم المعلوم (يا الله باسم الله الله أكبر).
● صمود أعضاء البرلمان التركي من جميع الأحزاب السياسية، والاعتصام داخله ،وتحدّي الموت، رغم قصفه بالطائرات الحربية، وتدمير جزء كبير منه ،ونقل المشهد ،وصمودهم عبر القنوات التلفزيونية مباشرة.
● إسهام دولة كبرى معادية للولايات المتحدة الأمريكية في إفشال الانقلاب، بتزويد أردوغان بالمعلومات دقيقة بدقيقة عن تحرّكات الانقلابيين.
■ أما لو نجح الانقلاب، ماذا كان سيحدث ؟!.
كان سيحدث ما يلي :
تقسيم تركيا إلى 3 دول:
1-دولة كردية، شرق الأناضول، بقيادة الملحدين والعلمانيين ،ثم إلحاقها بجمهورية أرمينيا ،أو اتحادها معها، والقضاء على السنة من الأكراد. 2-إلحاق ولايات : مرسين وأضنه وهاتاي وغازي عينتاب وكيليس بسوريا،والقضاء على أربعة ملايين لاجئ سوري في تركيا، مع القضاء على السنة في كامل سوريا. 3-إقامة دولة تركية فيما تبقّى من تركيا، تكون دولة دينية على المذهب السني الأمريكي.

عمر خالص دمير … الضابط التركي الشجاع الذي قتل قائد الانقلاب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق