د. عزمي بشارة*
1- الدفاع عن الديمقراطية، مهمة القوى الحيّة في الشعب التونسي، وليست مسألة انقسام حزبي. الالتزام بالنظام الديمقراطي ليس مسألة حزبية.
2- الديمقراطية التونسية، هي الديمقراطية العربية الوحيدة حتى الآن، إنجاز تاريخي لا يجوز التنازل عنه، ولا عن السعي لحل القضايا والمشاكل في إطاره، مثل كل الديمقراطيات في العالم.
3- لم يتفق أي خبير دستوري أو أستاذ قانون تونسي مهم مع تأويلات الرئيس للدستور منذ تسلّمه لمنصبه. وعموما، النقاش على هذا البند أو ذاك من الدستور مع طرف يعارض الدستور برمّته، هو نقاش عقيم، فتأويله للدستور ،هو مجرد غطاء لخطوات معادية للدستور.
4- جرت في تونس عملية ممنهجة مثابرة لتعطيل عمل البرلمان والحكومة. (عدم مشاورة الكتل النيابية في تكليف رئيس الحكومة، محاولة إزاحة رئيس الحكومة المكلّف، لأنه لم يلتزم بتوجيهات الرئيس مع أن الأمر ليس من اختصاصه، رفض الرئاسة استقبال الوزراء لتأدية القَسّم بتحويل إجراءات شكلية إلى مسألة جوهرية، رفض إنشاء محكمة دستورية تفصل في الخلاف بين السلطات وتنصيب نفسه خصما وحكما، تجاوز متكرّر للفصل بين السلطات والتوازن بينها، محاولات لتوريط الجيش في السياسة، هذا عدا تصوير ممثّلي السلطات الأخرى باستمرار في كاميرات قصر الرئاسة ،كأنهم تلاميذ يستمعون الى توبيخ، التظاهر الشعبوي بالغضب الدائم من شيء ما فاسد، كذبة محاول الاغتيال التي لم يحاسب عليها، التظاهر بالتواضع للتغطية على نرجسية مفرطة، ورغبة جامحة بالتفرّد في الحكم، النبرة الشعبوية السافرة في الهجوم على المؤسسات والأحزاب وعلى النخب والسياسيين ،وكأنه ليس سياسيا، محاولات لتعطيل جلسات البرلمان من طرف ممثلة بقايا الحزب الدستوري، ومع أنها لم تنجح ،إلا أنها خلقت الانطباع أن البرلمان في حالة فوضى، مع أن هذا لم يكن صحيحا).
5- لا تنقسم البدائل المطروحة حاليا بين ديمقراطية برلمانية أو رئاسية، بل بين الديمقراطية والعودة إلى الديكتاتورية التي لم يعرف عن الرئيس معارضتها حين حكم وين العابدين بن علي تونس، وفاخر بأنه لم يدل بصوته في أي انتخابات في تونس الديمقراطية. ولم يخف اعجابه الضمني ببعض نماذجه الديكتاتورية. والحقيقة أن اقتراحاته لدستور آخر لتونس تشبه نموذج اللجان الثورية التي غطّت على الديكتاتورية في ليبيا، أو هي على الأقل مصاغة بنفس العقلية.
6- بعض الأحزاب التونسية ،رفعت الخصومة الحزبية وتصفية الحسابات، فوق الالتزام بالديمقراطية. وهذا خطأ جسيم.
7- لم تنجح المحاولة بعد، والأمر متوقّف على الشعب التونسي، وأيضا على درجة التعاون التي يبديها الجيش وأجهزة الدولة الامنية مع توسيع الخطوات التي اتخذت. ومن المبكّر، اتّخاذ موقف سلبي من الجيش.
8- ما قام به الرئيس جرى الإعداد له علنا، وكان متوقعا، وسوف يكون غريبا ومستغربا إذا لم يجهز من توقعها نفسه لهذا السيناريو.
9- العنف ليس واردا إطلاقا في التصدي لهذه المحاولة.إلى أي مدى يذهب الجيش مع الرئيس يتوقف على حركة الشارع التونسي، وتماسك غالبية البرلمان في معارضة الخطوات؟!
10- من الممكن إنقاذ الديمقراطية في تونس.
*مفكر فلسطيني
(المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع)
زر الذهاب إلى الأعلى