أخبارعام

بعد “مسرحيّة” شهادة الشيخ يعقوب هل آنت ساعة رموز التيّار السلفي التقليدي وحان قطاف رؤوسها ؟!

في الثلاثين من شهر حزيران (يونيو) الحالي، سيكمل الانقلاب الغاشم، الذي قاده عبدالفتّاح سعيد السيسي، ضد الرئيس الشرعي والمنتخب، د. محمد مرسي، ثمانية أعوام عجاف، تعدّ هي الأسوأ في تاريخ مصر الحديث، على صعيد القمع والاستبداد، وانتهاك حقوق الإنسان، ومصادرة الحريّات.
ولعلّ المفارقة أن نظام السيسي ، بعد تنكيله بمعارضيه من الإخوان المسلمين، والتيّار الإسلامي، انتقل للتنكيل بمن دعموه وأيّدوه في انقلابه الغاشم، أمثال: محمد البرادعي،خالد يوسف، ممدوح حمزه،خالد علي، حمدين صبّاحي،خالد داوود، علاء الأسواني، حسن نافعة، حازم حسني، كمال أبوعيطة،وغيرهم العشرات من السياسيين والإعلاميين والمثقفين والفنّانين،الذين توزّعوا بين المنافي والسجون، أو الابتعاد عن الأضواء،أو اعتزال العمل العام !
ومع اقتراب الذكرى السنويّة الثامنة للانقلاب، فوجئ الرأي العام المصري، بنظام السيسي،يستدعي رموز الدعوة السلفيّة، الذين التزموا منذ الانقلاب، الصمت التام، وأبقوا على خطابهم الوعظي والدعوي. وأبرز هؤلاء: الشيخ محمد حسين يعقوب، والشيخ محمد حسّان. وقد صدرت قرارات قضائية بضبطهم وإحضارهم، وذلك للإدلاء بشهادتهم في قضية (خليّة داعش/ إمبابة).
وقد كان لافتا أن الشهادة التي أدلى بها يعقوب، أمام القضاة في محكمة جنايات القاهرة، كانت أقرب إلى جلسة تحقيق، وتم تسجيلها صوتيّا ومرئيا، واختيار مقاطع منتقاة من الجلسة، بهدف الإساءة إلى الشيخ يعقوب، إذ ظهر مرتبكا وخائفا، وأثارت إجاباته جدلا واسعا، بسبب بساطة وسذاجة بعضها، وخلوها من العمق الشرعي والفكري !
إن تسجيل شهادة الشيخ يعقوب، ونشرها على نطاق واسع، والحملة التي شنّها ” مخبرو” النظام من الإعلاميين ، على يعقوب، ونعته بأقذع الصفات والنعوت، يّؤكّد أن وراء” الأكمة ما وراءها”،وأن ساعة رؤوس رموز التيّار السلفي التقليدي، قد آنت، وحان قِطافها، فالنظام يسعى لتجريف الساحة الإسلامية، تجريفا تاما، إلاّ من الإسلاميين الموالين له موالاة تامة، والمسبّحين بحمده، وهو في ذلك لا يفرّق بين الإسلاميين المنخرطين في الساحة السياسيّة،الذين تم تغييبهم تماما،ولا المنخرطين في الساحة الإسلاميّة الدعوية، الذين قرّر استئصالهم !
ولا يأتي قرار النظام هذا، بسبب ممارسات أو تجاوزات، ارتكبها الشيخان يعقوب وحسّان، ولكن لأنه ضاق ذرعا بصمتهما عن تحديد موقف واضح من النظام، إذ إنه لا مكان الآن للحياد في معركة النظام إزاء الإخوان المسلمين، والتيّار الإسلامي عموما.ولعلّ توقيت الاستهداف للشيخين وتيارهما ،يأتي بعد الفتور في العلاقة بين السيسي ومحمد بن سلمان، ما شجّعه السيسي إلى رفع الغطاء عن الشيخين، ومن يناظرهما في التيّار الذي ينتميان إليه.
لقد استحضرت شهادة الشيخ يعقوب، والطريقة المهينة التي تم التعامل فيها معه، الطريقة التي تعامل فيها الرئيس المغدور محمد مرسي، مع العلماء ورموز التيار السلفي باتّجاهاته كافة، التي كانت تقوم على تقديرهم واحترامهم، والاستماع إلى آرائهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق