مقالات

بخصوص “لا انتخابات بدون القدس”

م. علاء سميح الأعرج*
1- الشعار برّاق جداً، ولو كان صادقاً لوقف الجميع معه.
2- من قرّر الإلغاء ،مطالب بتوضيح مسار الجهود التي بذلها لعقد انتخابات في القدس طوال الفترة الماضية (كوننا لم نسمع عن شيء يذكر)؛ إلى من توجّه ؟ ما الردود الرسمية التي حصل عليها ؟ (كوننا نسمع عن رد شفهي تلقّاه الرئيس!)، ما الخطوات الميدانيّة التي اتّخذها لفرض عقد انتخابات في القدس على الاحتلال؟ وغير ذلك.
3- من قرّر الإلغاء لأجل رد شفهي تلقّاه، مطالب بتفسير، لم اتّجه أصلاً لانتخابات لن تجري بدون القدس ،مع علم الجميع أساساً بموقف الاحتلال من إجرائها في القدس؟ بمعنى آخر: ما الذي تغيّر اليوم في هذه المسألة ،ليتفاجأ صاحب قرار الإلغاء بالموقف ؟ ما التصوّر الذي بناه في اليوم الأول لإعلان الانتخابات للتعامل مع هذه المسألة ؟
4- صاحب قرار الإلغاء ،مطالب بتوضيح ما هو مفهومه لإجراء انتخابات في القدس ؟ هل هو في الضواحي ؟ في المقدسات ؟ في البريد ؟ الخ، حتى نستطيع أن نفهم أربعة أمور:
الأول: هل فعلاً إجراء الانتخابات وفق تعريفه متعذّر الآن ؟
الثاني: هل هل هذا التعريف، محل إجماع وطني أساساً ؟ إذ ربما لدى الآخرين أسقفاً أخرى بعضها أدنى ،وبعضها أعلى !
الثالث: حين تحلّ مشاكل “فتح” الداخلية، وتنتهي شمّاعة القدس، كيف سيقدّم لنا إنجازه “إنجاز إجبار الاحتلال على إجرائها في القدس” في حينه؟
الرابع: كيف سنقيّم هذا المبرّر مستقبلاً، حين يأتي الوقت لزواله ؟ كيف سنحكم عليكم مستقبلاً ؟
5- الكلام عن “لا انتخابات بدون القدس” ،استوى على سوقه مع اشتداد صراع التيارات داخل حزب السلطة، والذي حاول الناطقون الرسميون باسمه في ذات الوقت، سرقة نضال وكفاح أهل القدس في هبتّهم الأخيرة، في محاولة لتوظيف الأحداث في ستر سوأة إلغاء الكل الفلسطيني (35 قائمة) لأجل مصلحة حزبية (قائمة واحدة)، وكأن الخامل الذي ترك القدس دهراً ،عاد لها فاتحاً ومحرّكاً من جديد تحت تصوّره في إرجاع القدس إلى مشهد الكفاح الوطني !
مش مشكلة، استمروا في تصعيد الأحداث والمواجهة في القدس، أرجعوا القدس إلى الواجهة، غطّوا أهلها بكل أنواع الدعم، استرجعوا الحقوق فيها، لا تفرّطوا في حبة رمل من ترابها، وتصدّروا بعد ذلك المشهد كله، ونحن كنانتكم وسهمكم وجندكم وخدمكم ورصـ.ـاتكم التي لا تنفد. لكن اجعلوا التمسّك بالقدس حقيقة لا شعاراً.

*ناشط فلسطيني

 (المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق