ماجد حسن*
الحديث الاعلامي المكثّف، عن وثيقة اسرى “فتح” في السجون ،والتي تدعو رئيس السلطة “محمود عباس” إلى تاجيل الانتخابات ،وتعديل قانون الانتخابات ليشمل انتخاب الرئيس ونائبه كما هو عليه الحال في النظام الامريكي،وتصريحات “صالح رافت” امين عام حزب فدا، والتي قال فيها:إن قضية تأجيل الانتخابات،يجب أن تكون حاضرة،إن لم يتم اجراؤها في القدس،وتصريح “المجدلاني” قبل أيّام الذي يدعو فيها إلى تأجيل الانتخابات،واجتماع “عزام الاحمد” مع فصائل منظمة التحرير، لبحث تأجيل الانتخابات..كل هذه الاخبار لا تشي بخير،وتؤكّد بشكل كبير أن هناك نيّة مبيّتة لإلغاء الانتخابات..والحجّة القدس!
إن الحديث عن تأجيل الانتخابات،يجب أن يدقّ ناقوس الخطر عند كل الكتل الانتخابية التي ترشّحت لانتخابات، وبالذات الكتل التي تمثّل الفصائل الأساسيّة على الساحة الفلسطينية،ولا بدّ أن يكون لها موقف واضح وقوي في رفض أي توجّه لتأجيل الانتخابات تحت أي ظرف من الظروف،وإن أي موقف جديد في التعامل مع هذا الملف ،يجب أن يكون نتاج توافق الكل الفلسطيني،لا أن يكون موقف انفرادي لفصيل فلسطيني يتكيء فيه على عدد من الفصائل الميكروسكوبية-كما أسماها هاني المصري-والتي لا يتجاوز عدد أتباعها عشرات من الناس،ولم تستطع أن تشكّل قائمة لدخول الانتخابات،لأنه لا يجوز بأي شكل من الأشكال، أن يبقى الشعب الفلسطيني رهينة لأجندة فصيل سياسي.لقد أثبتت الوقائع بكل وضوح،الفشل الذريع لنهجه السياسي من جانب، وتدمير المشروع الوطني الفلسطيني من جانب آخر..وهذا الفصيل ذاته يرفض بكل قوة إنهاء الانقسام من خلال توافق وطني لحل كل القضايا التي أوجدت الانقسام وترتّبت عليه.. واصرَّ،ويصرّ، على أن تكون الانتخابات هي المدخل للحل، وها هو الآن لا يريد توافقا،ولا يريد انتخابات،فما هو الحل في أجندة هذا الفصيل؟!!! هل يبقى الحال الكارثي الذي يعيشه الشعب الفسطيني،والقضية الفلسطينية على ما هو عليه؟! هل يبقى الشعب الفلسطيني رهينة لما يقرّره المحتل الصهيوني لنا ولقضيتنا؟!
في تقديري، أن تأجيل الانتخابات أو الغاءها، بعد الجهود المضنيّة التي بذلت في القاهرة،والتي شارك فيها الكل الفلسطيني،وتوافق على إجرائها،سيشكّل صاعق تفجير للحالة الفلسطينية المأزومة،والتي لا يعلم إلاّ الله تداعياتها،والتي بالتأكيد لن تصبّ لصالح الشعب الفلسطيني وقضيته ،وإنّما ستصبّ في صالح الاحتلال الصهيوني ومشاريعه الاستعمارية الإجرامية في المنطقة،لذلك لا بد من وقفة جادة ومسؤولة من الكل الفلسطيني ،تجاه هذه الخطوة،وتحميل الطرف الذي يسعى لإلغائها المسؤولية التاريخية عن هذا الفعل ..ولا بدّ من إنهاء مقولة “طرفي الانقسام”،فقد بات الآن واضحا وضوح الشمس من يريد إنهاء الانقسام..ومن يريد لهذا الانقسام أن يبقى إلى الأبد !
*كاتب فلسطيني
(المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع)
زر الذهاب إلى الأعلى