ساري عُرابي*
في ذكرى أبي محمد عبدالعزيز الرنتـيـسي
يملأ القلبَ الإحساس بالفقد ،حين النظر إلى وجه أبي محمّد المشعّ بالأنوار التي لا تنطفئ.
يبزغ إلينا وجهه من هذا العالم الإلكتروني، وإذا بوجهه صورة، لوجهه الحقيقيّ المتحدّ مع قلب كلّ واحد فينا.. صور أبي محمد التي تملأ الآفاق ،انعكاس لحضوره في أعماقنا..
قلبي أبو محمد.. وقلبك أبو محمد..
يملأ القلب إحساس بالفقد.. مع أنّ أبا محمد لا يغيب عن القلب.. أبو محمد هو القلب..
كان أبو محمد في القلب.. حقيقة كُليّة.. وكان في العالم خارج القلب فيضًا على العالم.. وجودًا من لحم ودم وصوت ورسم وشموخ.. نشتاق لهذا الوجود.. لهذا الاتصال بين القلب والعالم.. وكأنّ صلة ما تربط القلب بالعالم انقطعت، أو ضعفت..
يعظم في النفس رجال البدايات.. لا تمنح البدايات أبا محمد بهاءه.. أبو محمد يمنح البدايات طعمها..
يعظم في النفس رجال البدايات.. لكننا لا نشتاق إلى هذا الوجود حنينًا.. وإنما نشتاق إلى حقيقة مركّبة، من الرمزية، والتأثير، والإدارة، والسياسة، والهيبة، والرصانة، والحبّ، والإخلاص، وحسن الخطاب، ولمّ الشمل، والخضوع للمشروع، وخفض الجناح للفكرة وأبنائها، وطلب اللقاء العلويّ بصدق يذيب النفس..
ذابت نفس أبي محمد.. وكان ذوبانها يتجلّى في جسده المتعب شوقًا.. طار ونبضه يلون حياتنا على بساط الحبّ والإيمان،لا على الرصاصات الغادرة..رصاص العدوّ أخسّ من أن يحمل محبًّا إلى محبوبه..
أبو محمد سيد العارفين..
أبو محمد شيخ طريقة المـجاهدين..
أبو محمد جامع فرائد المحبين..
أبو محمد أستاذ القادة على طريق السالكين..
لا ينقص قلوبنا أبو محمد.. وإنما ينقص العالم!
*كاتب وباحث فلسطيني
(المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع)