مقالات

القول الفصل فى لقاح الكورونا

د.حسام أبو فرسخ*

منذ اسبوع،لا تكاد تتوقّف الاتصالات بى ، يستفسر أصحابها،هل نأخذ لقاح الكورونا،وأي اللقاحات الأكثر نجاعة،مما دعانى لكتابة هذا المقال، لأنير فيه الطريق ،ولأبيّن الحقيقة حول كل ما يقال.
أخذ لقاح الكورونا، يختلف عن جميع اللقاحات السابقة،التى أخذتها فى كل حياتك حتى الآن ،والسبب الجوهري، أنك كنت تأخذ اللقاحات السابقة، مثل: الإنفلونزا، والحصبة، والنكاف، والسل،وغيرها ،لكي تحمى نفسك من المرض،فلذلك نجاعة اللقاح ،ومصدره،مهمّان، ولكن فى حالة الكورونا، فليس الأشخاص هم الهدف من اللقاح ،بل المجتمع.
حتى أعطى الفكرة توضيحا أكبر. وباء كورونا هو وباء عالمى، والعالم كله لا يستطيع أن يرجع الى الحياة الطبيعية، بدون توقّف انتشار الوباء من شخص إلى آخر،ولذلك نحن بحاجة لإضعاف قدرة كورونا على الانتشار المجتمعى،من 2 إلى أقل من 1،وحينها يكون الشخص المصاب،لا يستطيع أن ينشر المرض إلى شخص آخر فى مجتمعه،لذلك أى لقاح تأخذه ،سيكون فعّالا فى الوصول إلى المناعة المجتمعية،أو مناعة القطيع،فالمهم نسبة الناس ،الذين أخذوا اللقاح .وبذلك نستطيع أن نعود بالحياة إلى طبيعتها. وليس مهمّا الاختلاف فى كفاءة اللقاحات، لأنه فى النهاية، إذا تحقّقت مناعة المجتمع،فالجميع سيكون محميا، بغض النظر عن الاختلاف فى كفاءة اللقاح.
لذلك، أنصح بشدّة جعل أولوية إعطاء اللقاح،لمن لهم قدرة على نقل المرض،أو التأثّر به تأثرات سلبية قوية.وهنا تكون الأولوية لمن يهتمون بمرضى الكورونا من الأطباء أو العاملين فى الصفوف الأولى ،ولكبار السن، ولمن عندهم أمراض مزمنة.أما الأشخاص الذين أصيبوا سابقا بالكورونا، أو من عنده أجسام مضادة، فهم من الفئات الأقل أهمية فى أخذ اللقاح،وكلّما استطعنا أن نميّز بين من هم القادرون على نشر المرض أكثر (سواء بنوعية عملهم أو بفقدهم للأجسام المضادة) ،كلّما أسرعنا فى الوصول إلى المناعة المجتمعية بأسرع وقت، وهذه أهم نقطة فى سبب إعطاء اللقاح واختبار الفئات.
وأحب أن أوضّح بعض الأمور عن الكورونا:
1- الكورونا ،سوف تختفى من العالم تقريبا تماما مع وصول العالم إلى مناعة القطيع ،ولن تكون مثل الإنفلونزا الموسمية، التى تأتى كل سنة،ولذلك لا خوف من رجوعها ثانية ،ولا أهمية لنوعية اللقاح الذى ستتلقّاه، ولا إلى المدة الزمنية التى سيغطينا اللقاح فيها من الكرونا.
2- الكورونا تأتى عندما تأتى مرة أخرى، تكون عادة كل عدة سنوات (أى أن هذا الفيروس لايأتى بالمواسم ،كما هى الانفلونزا، أو فيروسات الزكام).
3- الكورونا، التى ستأتى بعد عدة سنوات من الآن ،ستكون مغايرة فى تصرّفها لدرجة كبيرة ،مما نشهده من كورونا اليوم،فقد لا تشكّل وباء عالميا، وقد تكون محصورة فى منطقة معيّنة، لحاجتها إلى بعض الحيوانات للنقل ،وقد تكون أعراضها مختلفة ،وقد تكون قوّتها فى القتل أيضا مختلفة.
4- الطريقة الجديدة فى MRNA،والتى استخدمت لأول مرة فى لقاح الكورونا هذه المرّة، ستكون جاهزة لمنع انتشار أنواع أخرى من الكورونا فى العالم.
أي أننى،أنظر نظرة تفائلية فى أن الكورونا بإذن الله ،ستنتهى فى معظمهما، منتصف هذه السنة 2021 ،ولكن نحتاج للإقبال على اللقاح ،لمن هم فى حاجة ماسّة له للوصول بالمجتمع ، إلى مناعة القطيع فى أسرع وقت،ولا تتردّد فى أخذ أى نوع من اللقاحات مادام متوفرا. وان أخذت الجرعة الأولى من لقاح ما ،فإنني أنصح بأخذ جرعة الثانية من نفس نوع لقاح الجرعة الأولى فقط ،لتتحقّق الفائدة.


*استشارى تشخيص الأمراض النسيجية والسريرية
 (المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق