مقالات

ما خفي أعظم لم يكن موّفقا

بقلم: مصطفى الصواف

شاهدت واستمعت ،لبرنامج (ما خفي أعظم)، على قناة الجزيرة، والذي يقدّمه الإعلامي المتألّق تامر المسحال.
جميل لو أقتصر (ما خفي أعظم)، على الحريّة التي يجب أن تكون للأسري في معتقلات الاحتلال، وما حدث في نفق الحرية،الذي نفّذه الأبطال السته ،حتى لو أعيد اعتقالهم،مرة أخرى ،على أيدي قوات الإحتلال ،وعودتهم إلى المعتقلات والتعذيب ،ورغم ذلك ،لازال لديهم الأمل بالحرية والخروج من معتقلات الاحتلال ، ولازالوا يأملون أن يكونوا ضمن الأسماء التي أعدّتها كتائب القسام ،لأي عملية تبادل ،وقد وعد القسام بذلك، وكما عهدنا القسام عندما يقول فقوله الحق، وسيرون الحرية بإذن الله مع غيرهم من الأسرى في أي صفقة تبادل ستتم .
الأمر الذي أرى فيه خطأ (ما خفي أعظم )،الحديث حول ما سمي أسرى صهاينة ورجال مخابرات أسروا في إحدى دول أفريقيا،وهذا الربط غيرالمنطقي في البرنامج ،وتصوير الأمر على أنه مفاجئ وجديد، علما أن الأمر قديم ،وتم الحديث فيه قبل أكثر من عام ،ولم يعط اهتماما من الاحتلال، ولا حتى من المقاو مة الفلسطينية ،وأعتقد ذكر ذلك في (ماخفي أعظم)، وربطه بالأسرى الفلسطينيين فيه نوع من الخداع، وفي نفس الوقت نوع من التوريط للمقاومة في غزة، وبيع وهم لأهل الأسرى والأسرى أنفسهم .
تحرير الأسرى،لا يتم إلا على أيدي المجاهدين الفلسطينيين ،كما حدث في صفقة وفاء الأحرار ، وأن المقاومة وحما س لديهم قواعد للعمل ،وحصره حتى اللحظة على الأراضي الفلسطينية، وعدم التدخّل في مواجهة الإحتلال في أي دولة أخرى، مهما كانت هذه الدولة ومكانتها، وعمل المخابرات الصهيونية فيها ، وهذا الربط فيه ما يشكّل حرجا للمقاومة وحماس ،والتي استراتيجيتها هي المواجهة مع المحتل على الأرض الفلسطينية.
وأرى ان هذا الربط، جانبه الصواب ،وكان الأولى أن لا يكون في سياق البرنامج ، وإذا كان الأمر بشكل عشوائي، أو بتوجيه من جهة ما ،مهما كانت هذه الجهة ،أعتقد أنها لم تكن موفّقك ، وعلى حماس والمقاومة ،أن يكون لهم رأي في الأمر، وتوضيح لما جاء في ما خفي أعظم، لأنه يحمّل المقاومة وحماس أمرا لم يدرج على الأقل في الوقت الحالي، في استراتجيتها ، التي لاتمارس العمل العسكري خارج الأراضي الفلسطينية.

*إعلامي فلسطيني

(المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق