د. حسام أبوفرسخ*
مضى عام تقريبا ،على بداية الكورونا فى الأردن،وقبيل بدء الجائحة فى الأردن ،بدأت أكتب عن الكورونا،وهنا سأستعرض بعض الأفكار التى كانت سائدة فى كل وقت ،وحسب التسلسل التاريخى،وما هو رأيي الخاص فيها ،حتى يومنا هذا (كل ما أكتبه هو موجود على صفحتى موثّق وبالتاريخ مع التعليقات).
1- أعلنت منظمة الصحة العالية ،أن الكورونا، هي “وباء عالمى” فى نهاية شهر شباط (فبراير) 2020 . وفى اليوم التالى لذلك،كتبت أن تصنيف الكورونا، “وباء عالميا”،يتطلّب أن يكون موجودا بيننا لمدة سنة ونصف. وقلت إنه سيأتى إلى الأردن لا محالة،وكانت كل الأصوات وقتها تهاجمنى ،وتقول لي: كيف عرفت ياحكيم، بأنه سيمكث هذه المدة، ونحن لم نجرّب مثل هذا الوباء من قبل، فكنت أقول لهم المثال المشهور :”اذا رأيت نمرا فى الشارع،هل ستنتظر أن يهجم عليك ،أم أنك ستهرب منه، لأنك تعرف كيف تصرف أشباهه من النمور”. وكان أكثر الهجوم للأسف من الأطباء.
2- بدأ الاغلاق الكبير علينا فى الأردن ،لمدة ستة أسابيع ،لوجود آحاد إلى عشرات من الحالات. وقد كتبت عنه مرة أخرى ” أن هذا الوباء سيبقى معنا إلى سنة ونصف،فهل سيستمر الإغلاق طيلة هذه المدة”
3- خرج علينا البعض بالنظرية الصفرية، أي أننا لن نفك الإغلاق، إلا بعد نزول الحالات إلى الصفر وبقائها لمدة اسبوعين،وكتبت وقتها “صفر كرونا”، يعنى صفر اقتصاد وصحة واجتماع، وهاجمنى الناس أنني أفضّل الاقتصاد على صحة المواطن، وكان أكثر المهاجمين لي فى ذلك الوقت ممن يتلقون رواتب ثابتة، ويطالبون بالإغلاق حتى نهاية كورونا.
4- هاجمت النظرية الصفرية فى الكورونا، وقلت وقتها: لا تتوقّع فى ظل وجود “وباء عالمي،أن تصل إلى الصفر،فهذا مستحيل تماما.
5- قالوا إن الكورونا،سينتهى فى الصيف،وأن حرارة الجو ستقتله،وقد نفيت ذلك عدة مرات فى لقاءاتي، وفى صفحتى،وقلت: إن كورونا لا يتأثّر بحرارة الجو.
6- كنت أول من كتب فى الأردن، على أن أهم أعراض كورونا، هى فقدان الشم والذوق (من قراءاتي لآخر الأبحاث)،ووقتها هاجمنى كثير من الأطباء للأسف،وكان ذلك فى شهر نيسان( أبريل) للعام الماضي (البوست والتعليقات موجودة على صفحتى).
7- كنت أول من طالب فى الأردن، بإدخال الكورتيزون فى علاج الكورونا، وكان الهجوم عنيفا “كيف تعالج مرض فيروسي بالكورتيزون، وهو سيزيد من انتشار المرض”. والآن، أصبح جزءا مهما من العلاج.
8- كنت أول من قال فى الأردن ،وفى بداية الأزمة ،أن الكورونا، ستأتي لنا فى موجات،وقد حدّدت أوقات الموجات المتوقعة ،وكان ذلك فى عدة مرات، فى صفحتي فى شهر نيسان(أبريل)، وأيّار( مايو) للسنة السابقة.
9- كنت أول من توقّع فى نهاية الموجة الأولى فى شهر أيّار(مايو)2020،وكانت ردّة الفعل عنيفة عليّ وقتها (أرجو الرجوع الى صفحتى).
10- كنت أول من توقّع فى الأردن ،وقوع الموجة الثانية ،وقد حدّدتها فى نهاية الصيف،بداية الخريف.
11- كنت أول من حذّر من أن الموجة الثانية قد بدأت فعلا، وكان ذلك فى 26/8/2020،وكان وقتها عدد الحالات 40 حالة فقط. وقد رأيت كتابات ومقابلات،تشكّك فى بداية الموجة الثانية،حتى بعد ظهورها بأسبوعين،وتوقّعت وقتها أن ذروة الموجة الثانية فى شهر 10 و11 من العام المنصرم.
12- كنت أول من حذّر من أن أعداد الكورونا فى الأردن،ستصل إلى نصف مليون إصابة،وهنا ثار كثير من الناس والإعلام على ذلك،وكان ذلك فى نهاية الصيف الماضى (موجود فى صفحتى وفى الإعلام).
13- كنت من الأوائل الذين قالوا إن الأعداد الحقيقية للكورونا فى الأردن،هي أضعاف الأعداد المصابة،وتوقّعتها حوالى عشرة أضعاف.
14- توقّع الكثيرون أن الكورونا ،ستكون فى الشتاء أقوى من الخريف أو الصيف،وقلت وقتها فى صفحتي:إن الكورونا ليس لها علاقة بحرارة الجو، فهى ليست كالانفلونزا تأتي فى مواسم،وكان فعلا الشتاء هادئا نوعا ما.
15- كنت أول من توقّع أن نهاية الجائحة ،ستكون فى شهر حزيران(يونيو )2021، بإذن الله ،وكان ذلك فى شهر تموز (يوليو)2020المنصرم، وقد هاجمنى الكثيرون وقتها.
16- توقّعت نهاية الموجة الثانية، قبل نهاية كانون أول(ديسمبر) 2020.
17- توقّعت بداية الموجة الثالثة،ونحن فى خضم الموجة الثانية، وكان ذلك في تشرين ثاني (نوفمبر )،وتوقّعتها فى نهاية شهر شباط(فبراير) 2021،وستصل الذروة فى شهر 3/2021. (أرجو الرجوع إلى مقابلاتى وصفحتى).
18- كنت أول من حذّر من أن الموجة الثالثة قد بدأت ،وكان ذلك فى 14/2/2020. وكنت قد توقّعت وصولها للذروة فى شهر 3/2021.
وبعد كل ما سبق من توقعات وقد صدقت فى معظمها،فإن توقّعاتي القادمة ،وبناء على دراساتى واطّلاعاتي (وقد واجهت هجوما كبيرا على توقّعاتي الحالية،وكثير منكم يتابع ذلك من خلال التعليقات). 1- أتوقّع أن هذه الموجة الثالثة للكورونا، ستكون آخر الموجات القوية، وأنها ستختفى كثيرا فى شهر 6 القادم بإذن الله ،ولن يكون هناك كورونا تذكر فى سنة 2022.
2- أقول إن من أصيب بالكورونا، نسبة اصابته مرة ثانية، هي قليلة جدا، ويجب التعامل مع هذه القاعدة لبناء سرعة الوصول إلى مناعة القطيع (الإصابة الثانية تعادل 1 من كل ألف إصابة فى الأردن وفى العالم)،ولازال الناس يرون الحالات المعادة للإصابة بكثرة ويكثرون منها.
3- دعوت إلى عدم إعطاء اللقاح، لمن أصيب بالكورونا، أو عنده أجساما مضادة للكورونا فى الوقت الحاضر ،وإلى إعطائها لمن هم أولى منهم،وواجهت هجوما عنيفا جدا فى ذلك،خاصة من الأطباء،وخاصة ممن يعملون فى أمريكا
4- قلت إننا سنصل إلى مناعة القطيع بمجموع عدد من أصيب سابقا وعدد من أخذوا اللقاح،وبعض الناس هاجموني لأنهم لايؤمنون بمناعة القطيع أصلًا،وشكّكوا فى أن مناعة القطيع، ستساهم فى إنهاء الجائحة فى الأردن.
5- قالوا إن الكورونا، ستمتد معنا إلى سنوات ،وبعضهم قال:ستبقى عشر سنوات، وأنا أقول لكم:إننا لن نرى الكورونا ،بإذن ن الله فى العام القادم 2022.
6- قالوا: إننا سنرى الكورونا موسمية فى كل سنة،وأنا أقول إن فيروس الكورونا، لن يكون فيروسا موسميا،فاذا انتهى،وسينتهى بإذن الله، فإنه لا يعود، إلاّ كل عدة سنوات، وبفيروس من نوع آخر تماما من الكورونا.
هذه هى مسيرتى مع كورونا للسنة السابقة والحالية مع توقّعاتي. وكان السبب الذى يحملنى على كتابة توقّعاتي، هو إرشاد الناس،وأصحاب القرار إلى الطريق السليم، وكنت أرى الفرق الكبير، بين ما أعتقده، وبين ما يسود بين الناس،وكان عدم تنبيه الناس إليه، يؤنّب ضميرى،لما سيترتّب عليه من مآسى ومشاكل كبيرة نستطيع أن تجنبها اذا عرفنا الحق فيها من الباطل.وفى كل توقع كنت أواجه بهجوم كبيرة، وكنت فى كل أتوقّع أكتبه، أعتمد على دراسات وإحصائيات ومتشابهات، وكنت أرى الأمور بعين فاحصة ،وأتعجّب فى كل مرّة، كيف أن الآخرين لا يرون الحقيقة ،وهى ماثلة أمام أعينهم. أتمنى أن تصدق توقّعاتي القادمة، كما صدقت توقّعاتي السابقة،وأتمنى للأردن وللعالم الاسلامى كل خير.
أرجو ممن يتابعون كتاباتى منذ بداية الجائحة،أن يعلّقوا فى أن يصدّقوا أو يكذّبوا ما قلته سابقا .
*استشارى أردني في تشخيص الأمراض النسيجية والسريرية- البورد الأمريكى.
(المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع)
