شنّ الإسلاميون، خصوصا الذين ينتمون إلى المدرسة الإخوانية، أعنف هجوم على حزب ” العدالة والتنمية المغربي”، ورئيسه سعدالدين العثماني، في ضوء موافقة الحزب على التطبيع مع الكيان الصهيوني، وقيام رئيس الحزب، بصفته رئيسا لوزراء المغرب، بالتوقيع على اتفاقية التطبيع. وقد وصف د. عبدالرزّق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم الجزائرية، ما أقدم عليه العثماني، بالخيانة، واتّهم حزبه بالتصهين. ورفض مقري ادعاءات العثماني وحزبه، بالاستمرار في دعم القضية الفلسطينية، إذ قال:”كل ادّعاء بالاستمرار في دعم القضية الفلسطينية تدليس ممجوج وادعاء باطل، ولن يكون له أي أثر “. أمّا الناشط السياسي الفلسطيني، د. إبراهيم حمامي،فقد نشر على صفحته على شبكة( تويتر)، صورة العثماني، وهو يعرض الاتّفاق وإلى جانبه جاريد كوشنر، وممثّل الكيان الصهيوني ، معلّقا: العثماني رئيس الوزراء المغربي “الاسلامي”،في موقف مذّل، يجلّله العار من رأسه لأخمص قدميه… واختتم التغريدة بالقول: الحياة موقف،لكنه اختار موقف الجبن والخنوع…شاهت الوجوه! وأمّا الناشط السياسي والأكاديمي الأردني / الفلسطيني،د. عزّام سلطان التميمي، فقد كتب مقالا، تضمّن أوصافًا قاسية للعثماني ، أبرزها : خانع، ذليل، موظّف وضيع، ذنب من أذناب البلاط الملكي !… واختتم مقالته بالقول: نبرأ إلى الله أيها العثماني ،مما اقترفته يداك ! من جهته، كتب الكاتب والمحلّل السياسي الفلسطيني، د. سعيّد وليد الحاج، تغريدة على صفحته الشخصية، على شبكة( تويتر)، جاء فيها : خطيئة حزب العدالة والتنمية المغربي مضاعفة…خطيئة أخلاقية مبدئية، بتمرير التطبيع، والمشاركة فيه وتنفيذه…وخطيئة براغماتية سياسية، سيعاني الحزب من ارتداداتها قريباًَ جداً…لا أخلاق ولا ذكاء؟!! لا مبدئية ،ولا براغماتية؟!! الأمين العام السابق لحزب جبهة العمل الإسلامي، زكي سعد بني إرشيد، علّق على موقف حزب العدالة والتنمية المغربي، بالقول : من أجل البقاء في سلطة عرجاء،سقط حزب العدالة والتنمية في المستنقع…هذا الحزب سيخرج من السلطة قريبا، بقرار من الملك ،بعد أن استنفذ المطلوب منه،أو بقرار وعقاب من الشعب المغربي في الانتخابات القادمة،التي هي على الأبواب.سيصبح الحزب منبوذا ومعزولا، فلا هو بقى في السلطة،ولا في المعارضة، فاته عنب الشام، وبلح اليمن، تماما مثل مُصيّف الأغوار، أو كالذي اتبّع الشتاء بفروة. حزب منبت لا ظهرا ابقى ولا أرضا قطع ! ومن الأراضي الفلسطينية المحتلة، في الضفة الغربية،وصف الناشط الإسلامي الفلسطيني، ماجد حسن، ما فعله العثماني، بأنّها وصمة عار في جبينه ،لن تنمحي إلى الأبد، مطالبا شباب وكوادر وأعضاء حزب العدالة والتنمية، أن يكون لهم موقفا واضحا، وصريحا، وجريئا. وعلى الضفّة الأخرى من الأرض المحتلة، في قطاع غزّة، وصف د.باسم نعيم،القيادي في حركة حماس،ما جرى ب” المشهد الذي يدمي القلب،عندما يقف د. سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية ،وابن المشروع الاسلامي النهضوي، إلى جانب المجرم مئير بن شبات،المسؤول عن قتل الفلسطينيين وتدمير بيوتهم حتى آخر لحظة “، مخاطبا العثماني قائلا:”المرونة والديناميكية مطلوبة،لتحقيق التغيير والتمكين، ولكن ليس على حساب المبادئ؟ وفلسطين يا دكتور سعد مبدأ وعقيدة ،وليست قضية سياسية؟ مهما علا شأن الصحراء الغربية، كثمن لهذه الاتفاقية المخزية، لا تبرّر هذه الانتهازية السياسية …”.واختتم نعيم تصريحاته، بالقول “لم نكن نتمنى, أن تقف يا دكتور سعد هذا الموقف المخزي، ونتطلع للاستدراك في أسرع وقت ممكن، فما عند الله خير وأبقى، وقبل أن تزول هذه “الدولة” السفاح، فالأمر أسرع مما تتوقع، وعندها ولات حين مناص”. ولم تقتصر المواقف على تصريحات وتغريدات وتدوينات، القيادات والناشطين والكتّاب السياسيين الإسلاميين، بل صدرت مواقف من حركات وأحزاب إسلامية، فقد أصدرت الحركة الإسلامية الدستورية في الكويت(حدس)، بيانا أدانت فيه ما أسمته” الموقف المتخاذل والمخزي، لحكومة حزب العدالة والتنمية، ذي المرجعية الإسلامية، معتبرة أنه إن كان التطبيع الناتج من حكومات متخاذلة، يعتبر خيانة، فهي خيانة أكبر، إذا ماصدر ذلك من حكومة، يديرها حزب يتبنّى فكرا إسلاميا” ! وفي الأردن ، أصدر حزب جبهة العمل الإسلامي بيانا، استنكر فيه إقدام الحكومة المغرببة على اتفاق التطبيع، واصفا إيّاه بوصمة العار والخيانة . ومن لبنان، أصدرت الجماعة الإسلامية بيانا، عبّرت فيه عن أسفها لتوقيع اتفاقية التطبيع بين المملكة المغربية والكيان الصهيوني، مشيرة إلى أنه مما زاد من أسفها واستنكارها لهذه الخيانة “أن يُستدرج حزبٌ إسلامي لتغطيتها وتبريرها، وهو حزب العدالة والتنمية المغربي، ممثّلا بأمينه العام ،ورئيس الحكومة سعد الدين العثماني”.
وأكّدت الجماعة، أن ” قيام قيادة حزب إسلامي بهذا التوقيع” لا يغيّر شيئاً من الفعل المشين، وهو برأينا لا يعبّر عن ضمير الشعب المغربي الأصيل ولا عن قناعاته وتضحياته تجاه قضية فلسطين “.