مقالات

نوال السّعداوي وقد أفضت إلى ما قدّمت

محمد خير موسى*
هذه خمس نقاط سريعة، بعد أن توفّى الله سبحانه وتعالى، نوال السعداوي.
أولًا: صراع نوال السّعداوي،كان مع مفهوم الدين، فهي ضدّ الدّين أيّ دينٍ،كان الإسلام وغيره، وكان يزعجها جدًّا سؤال “مادينك؟”، فمن الطّبيعيّ عند موتها، أن يحتكم النّاس إلى الدّين الذي كانت ترفضه لمعرفة الموقف منها، وهذا لا يضيرُ من رفضوا الترحّم عليها، كما أنّه يوقع المطالبين بالترحّم عليها بالتّناقض مع أفكار السّعداوي التي ترفض ذلك جملةً وتفصيلًا.
ثانيًا: كانت نوال السّعداوي، أحد أبرز رموز المعركة الشّرسة ضدّ الحجاب،وقد بذلت في ذلك جلّ وقتها وعمرها، وهذه المعركة ليست من معارك تحرير المرأة في شيء إنّما هي من المعارك ضدّ الفكرة الدّينيّة التي ينتمي لها الحجاب، فصراعها مع الحجاب ،هو جزء من صراعها مع الدين ومع الإسلام.
ثالثًا: كرّست نوال السّعداوي وقتًا واسعًا من عمرها للحديث عن المرأة والجنس،بوصفه أحد صور الاستبداد الذّكوريّ ضدّ المرأة، لكنّها تعاملت مع هذه المعركة من خلال انتهاج دعوة المرأة إلى التمرّد على كلّ معايير الفضيلة والعفّة والأخلاق الفاضلة التي أمرت بها الشّرائع المختلفة.
رابعًا: كانت نوال السّعداوي،تتعمّد أسلوب الاستفزاز من خلال توجيه الإهانات الصّريحة إلى معتقدات الآخرين ومن خلال التّطاول الصريح على الذّات الإلهيّة ،وعلى شخص النبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم تحت ستارٍ من شعار “حريّة التّعبير”، فعلام تنقمون على من يهاجمونها اليوم تحت الشّعار نفسه الذي طالما استخدمته للنيل من مقدّساتهم ومعتقداتهم؟!!
خامسًا: التّركيز على شكل نوال السّعداوي ودمامة خلقتها بعد تقدّمها في العمر، أمرٌ معيب ،وغير لائق، وهو يوقع السّاخرين من هذه النّقطة في إشكالات أخلاقيّة وفكريّة، فهل لو كانت نوال السّعداوي جميلةً لكان الموقف اختلف؟! وهل لو كان أحد الذين تناصرونهم من الصّالحين والمصلحين دميم الخلقة، فهل ستعدّون ذلك مسخًا من الله تعالى عقابًا له؟!!

* كاتب وباحث فلسطيني

 (المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق