مقالات

ملحوظات على آليّة التّعامل والتّعاطي مع وفاة وليد المعلّم

محمد خير موسى*

من الطبيعيّ،أن تكون وفاة شخصيّة محوريّة في النّظام السوريّ، مثار تفاعل كبير في وسائل التّواصل الاجتماعيّ، وفي نقاط مكثّفةبعيدًا عن التّفصيل،أضع الملحوظات الآتية على آليّة ومنهجيّة التّعاطي مع الحدث:
• وليد المعلّم،ليس مجرّد داعم لنظام الأسد، كما وصفته بعض المواقع، بل هو جزء أصيلٌ من هذا النظام ،وركن أساسيّ في العمل مع بشّار الأسد والدّفاع عنه، وتسويغ جرائمه، فهو إذن شريكٌ في جميع جرائم هذا النظام.
• سعادة المظلوم،بموت ظالمه أمرٌ طبيعيّ ،ومن حقّ المظلوم أن يستبشر بموت الظّالم،وهذا لا يحتاج إلى تدليل أو تأصيل،فهو من أوضح الواضحات.
• انتشرت شتائم ومسبّات،تطال والد وليد المعلّم، وهذا من الفحش في القول؛ فوالد وليد المعلّم من النّاس المشهود لهم بالفضل والصّلاح، وكذلك بعض أشقائه،فشقيقه اعتقل في سجن تدمر عشر سنوات،بتهمة الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين، وكنتُ أراه في أحد مساجد(المزّة)،على الدّوام منكبًّا على كتاب الله تعالى، فهذا الشّتم محرّمٌ وغير أخلاقيّ.
• كذلك انتشرت عبارات تصف وليد المعلّم، بأنّه “ابن الحرام” أو”سليل الزّنا”،وهذا من القذف المحرّم، الذي يطال امرأةً محصنةً غافلةً، لا يجوز أخذها بجريرة ولدها، الذي انغمس في الظّلم والانحراف، وهذا من الفحش،الذي ينبغي أن تتنزّه عن ألسنة أهل الحقّ.
• كان أكثر ما انتشر على وسائل التّواصل الاجتماعيّ، هو السّخرية من “شكل” وليد المعلم ،والسّخرية من “بدانته،،وسُمنته، وشكله”، والسّخرية من الأشكال، أمرٌ لا يليقُ، ولا يجوز أن يتلبّس به المرء، حتّى مع أشدّ النّاس عداوةً له، وهذا النّوع من السّخرية، يفتح الباب على مصراعيه لأنواع شتّى من فحش القول، وبذاءة اللّسان.
•إنَّ استهداف أيّ شخصٍ ،كان خصما، أو عدوًّا صريحًا، بالسخرية من خَلقه وشكله وبدنه،سواء من سمنته أو نحافته أو طوله أو قصره أو عاهته أو عجزه أو دمامته أو لون بشرته؛ من المحرّمات التي لا ينبغي لمسلمٍ، أن ينجرَّ إليها،أو يقع فيها، مهما استبدّ به الألم ،أو علا في رأسه الغضب والاندفاع.
• السخريّة من سلوك أهل الباطل وأفعالهم، هو ما ينبغي أن تتوجّه إليه الأقلام، وهذا من تعريّة الباطل وفضحه، أمّا السخرية من الشّكل،فهو علامة ضعف،وكان أجدر أن تتوجّه السّخرية إلى أفعال وتصريحات ومواقف وسلوك وليد المعلّم، لا إلى شكله.
• التفوّق الأخلاقيّ في المعارك بين الحقّ والباطل، هو من القضايا التي ينبغي ،ألّا يتنازل عنها أهل الحقّ ،مهما حاول الباطل استفزازهم ،وجرّهم إلى مستنقع البذاءة، والسّخرية من الشّكل والفحش في القول هو علامة هزيمة.

* كاتب وباحث فلسطيني.

 (المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق