عام

كم في مصر من المضحكات…بعد انتخاب الشافعي رئيسا لمجمع اللغة العربية ،جهاز مباحث أمن الدولة يتدخّل ،ويلغي فوزه ،ويعيّن منافسه الخاسر صلاح فضل ، رئيسا بديلا عنه !

مهزلة جديدة، تضاف إلى المهازل الكثيرة، التي تشهدها مصر، منذ الانقلاب الغاشم، الذي قاده عبدالفتاح السيسي، في حزيران ( يونيو)عام ٢٠١٣،وتولّى بموجبه السلطة قسرا وإكراها، واستمر يقبع على سُدّتها، بالتزوير والبلطجة !… آخر هذه المهازل، هي انتخابات رئاسة (مجمع اللغة العربية)، التي تنافس فيها، العالم الأزهري، والفيلسوف الكبير، د. حسن الشافعي(المعروف بتوجّهه الإسلامي المعتدل والمستنير )، والناقد والأديب صلاح فضل ( المعروف بتوجّهاته العَلمانية والمعادية للإسلاميين).
وقد حقّق الشافعي فوزا يُشبه الإجماع، إذ حصل على (27)صوتا، مقابل(5)أصوات حصل عليها فضل !
النتيجة أثارت غضب أجهزة الدولة، خصوصا جهاز مباحث أمن الدولة، الذي تواصل مع وزير التعليم العالي، الدكتور خالد عبدالغفار، طالبا منه إعادة لانتخابات، بحجّة وقوع خلل في احتساب الأصوات، وتقرّر إعادتها،وباشرت أجهزة الدولة، ممارسة ضغوطات شديدة على أعضاء المجمّع، للتصويت لفضل، ولكنها لم تفلح في الإطاحة بالشافعي، الذي حصل على (17) ، مقابل(9) أصوات حصل عليها فضل، وتغيّب(6) أعضاء ، من الذين صوّتوا للشافعي في المرّة الأولى، رفعا للحرج عن أنفسهم. وهكذا فاز الشافعي في جولة الإعادة، ولكن النظام المصري، رأى في فوزه تجاوزا للخطوط الحُمر، فتم توجيه وزير التعليم العالي، لإلغاء الانتخابات، وتعيين منافسه العَلماني الخاسر، صلاح فضل ، قائما بأعمال رئيس المجمع، ومنع ترشّح الشافعي، في حال إعادتها!… وقد أصدر الوزير قرارته، مقدّما حججا واهية قانونيا !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق